Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/09/2009 G Issue 13495
الاربعاء 19 رمضان 1430   العدد  13495
مطر الكلمات
لن يضروك يامحمد!
سمر المقرن

 

محاولة اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية حفظه الله من كل شر ورد كيد الغادرين في نحورهم، على الرغم مما سببته لكل السعوديين من صدمة مزعجة ومن خوف كبير ومن أذية نفسية كبيرة إلا أنها لها حسنة كبيرة لا بد من ذكرها وهي أننا شعرنا كلنا إلى أي درجة نحن نحب هذا الرجل الذي ضحى بوقته ووقت أطفاله ليرعى ويسهر ويحفظ أمن هذا الوطن الغالي على قلوبنا وقلبه.

بطبعي لا أقف عند أي مشكلة تحصل لي أو لمن أحب، أتجاوز الوجه السلبي للمشكلة سريعاً وأحاول قطف ثمرة إيجابية مما حصل. دائماً أتجاوز الصدمة، حاملة معي درساً ثميناً منها. تحديداً، هذا ما حصل معي بعد هذه الحادثة الآثمة المؤلمة، وحملت معي منها ما رأيته من حب يملأ قلوب أهل هذه البلد، والذي تمثل أمامي في اتصالات الجوال والرسائل الكثيرة التي رأيت السعوديون يتبادلونها, فمن مُبارك بسلامة الأمير محمد ومن داعٍ على الظلمة والغادرين ومن يطلب من الأمير أن يكون أكثر تحرزاً وحذراً من هؤلاء الناس المغسولة أدمغتهم بالدمار والذي اضطر هو بحكم عمله أن يتعاطى معهم وأن يصبر عليهم ويرجو هدايتهم. هذا الحب الذي يكنّه السعوديون لولاة الأمر وهذا الوفاء العميق الذي يحملونه لهم هو حب صادق وأحياناً تتجلى المحبة في أقصى صورها عندما يشعر الناس بالخطر يحوم حول من يحبونهم وهذا ما حدث في هذه الحادثة التي بين أيدينا.

محاولة الاغتيال الفاشلة والخسيسة التي تفوح منها رائحة الغدر والخيانة التي ينطلق منها فكر القاعدة الإرهابي وما تعلمه المجرمون من مطبخ أفغانستان وجاءوا به ليتفجر أشلاء وقطع لحم ودماء منتشرة، تركت وراءها أماً مفجوعة بفلذة كبدها لتجعلنا نتساءل ونسأل ابن لادن والظواهري والبقية هل أنتم سعداء الآن هل بردت ناركم الآن وارتحتم بعد أن أفقدتم تلك الأم كل رغبة في الحياة وملأتم قلبها حزناً وهماً وغماً وألماً على ذلك الولد الذي فقدته؟!!

ما أبشع الكراهية عندما تتغلغل في قلوب البشر فتحولهم إلى وحوش ضارية لا تعرف معنى الرحمة ولا الإنسانية، قلوب مريضة مرض عضال لا يُرجى برؤه ولو عرض على آلاف الاختصاصيين النفسيين هذا ما شعرت به وأنا أستمع إلى تلك المكالمة التليفونية بين الإرهابي المجرم والأمير محمد بن نايف وكيف كان الأمير محمد يتكلم بكل شهامة وكل صدق وتلقائية، ويقول له نحن مقصرون في قضايا كثيرة لكننا معكم وسنعفو عن كل شيء إلا الحق الخاص الذي هو للناس فمن قتل منكم نفساً لا يمكننا أن نسامحه ونتجرأ على حق الناس حتى يتنازلوا عنه عن طيب خاطر. بينما كان الإرهابي في وادٍ غير الوادي الذي فيه الأمير محمد, فمحمد كان يتحدث وهو يفكر في كل السُبل التي يمكن أن تنقذ ذلك الإرهابي الغادر بينما كان ذلك الإرهابي يتحدث بتلك الطريقة المستسلمة وهو يفكر في الطريقة التي سيحاول بها قتل الأمير محمد، لكن الله رد كيد الغادر في نحره وتمزق هو بالسلاح الغادر المتفجر الذي حشا به نفسه ونجّى الله الأمير محمد لأن الله سبحانه وتعالى قد كتب لمحمد بن نايف أن يعيش ومن كتب الله له الحياة لن يضره كل البشر حتى لو اجتمعوا على مضرته والحمد لله على نجاته وسلامته، وأنا لدي إيمان بأن الله -عز وجل- يحفظ دوماً عباده ذوي القلب الأبيض، فما أنصع ذاك القلب الذي فكر في أسرة من أراد قتله وإنهاء حياته، القلب الأبيض الذي لم يحقد على أسرة من أراد إنهاء حياته، فبادر بتعزية أم الابن العاق لأهله ووطنه، ليطمئنها ويهدئ من روع قلب الأم الذي انفطر.

هذه هي مشاعر امرأة سعودية عرفت قيمة الأمن الذي نعيشه في ظل هذه الأم الكريمة أمنا السعودية وأحببت أن أشارككم في هذه الخواطر ولعل هذه المحاولة الآثمة أن تعيد من ضل الطريق من أبنائنا وأنا واثقة بأن الأم تغفر وتعفو وتسامح ولا تمل ولا تتعب من المسامحة. هذه هي عظمة الأم, هذه هي عظمة الوطن.

www.salmogren.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد