Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/09/2009 G Issue 13495
الاربعاء 19 رمضان 1430   العدد  13495
بلا تردد
الذكور بين الانعتاق والتسلط
هدى بنت فهد المعجل

 

الذكر طالما أنه مغتر بذكوريته لن يخرج من شرنقة التسلط..!!

أو لن يتجاوز عشوائية الانعتاق..!!

أو يدرك دوره في المحيط الأسري أو في مجتمعه، ولا دوره..!!

الذكر طالما أنه ذكر لن يلتفت لأخطائه وينشغل بها وبتصحيحها عن أخطاء الإناث أو محاولة تصحيح أخطائهن بطريقة منهجية بعيدة عن إنكار أن إناث ابن آدم ينبغي ألا يخطئن!!، وبالأصح تشويه المشوّه وتشويه الصحيح..!! وكأنك (يا بو زيد ما غزيت)..!!

ويزداد الوضع سوءاً أو يستشري الداء في رمضان.. شهر يفترض أن يكون شهر مراجعة النفس، محاسبتها، الارتفاع بها عن مساقط السوء فنفاجأ به يغرق في تلك المساقط..!!

السهرات تكثر في رمضان، الاجتماعات، الزيارات، اللعب.. ولكنها للذكور دون الإناث في عرف أكثر الأسر.. في عرف الزوج، الأب، الأخ، والابن.. أو من جعل نفسه وصياً على ثلة نساء أو إناث..!!

ليس لأخته، لابنته، لزوجته، وأحياناً لأمه أن تخرج في زيارة أو اجتماع أو تسلية ولعب إلى وقت متأخر.. وله أن يخرج ولا يعود إلا بعد إعداد السحور وتجهيزه على طاولة الطعام.. أي قبل الأذان بلحظات..!! وما من حجة مقنعة في قصر الخروج والسهر على الذكور دون الإناث..!!

المعزوفة النجدية (الرجال ناقل عيبه) بحاجة إلى إعادة غربلة أو صياغة أو تصحيح.. فلا أحد يستطيع نقل عيب آخر.. أو لم نسمع أن الرجال ينقلون عيب النساء وبالتالي لا تنقل النساء عيب الرجال..!! أ

و لنقل إذا كان الرجل ناقل عيبه فمن بإمكانه نقل عيب المرأة..!!

العيب عيب في حق الرجال والنساء على حد سواء.. بيد أن ثقافة المجتمع القاصرة، قصرت نقل العيب على جنس وأهملت الجنس الآخر دون تبرير إسقاط الذنب عن الرجل المذنب، وإلصاق الذنب في المرأة ليس لأنها أذنبت بل لأنه يشك أو يظن أنها مذنبة!! وبين الشك أو الظن واليقين مسافة أميال في مقاييس الوعي الذكوري..!!

النص الشرعي منصف عند إيقاع العقوبة على المذنب ذكراً كان أم أنثى بناء على مبدأ الزاني والزانية، والسارق والسارقة.. إلا أن ثقافة العادات والتقاليد، وصرف النظر عن مثالب الذكور غابت ببصيرتها قبل بصرها عن هذا المبدأ.. وما زلنا نعتبر ذكورنا خير ذكور العالم..!!

يسافر، يسيح، يتعرف، يصادق، ويأتي بما أمكنه الإتيان به.. وما أن ينوي الزواج حتى يشترطها أن تكون أمية في الشبكة العنكبوتية..

أمية في ارتياد الأسواق.. أمية في تكوين الصداقات من جنسها.. أمية في كل ما قد يقربها من الوعي الفكري والذهني.. على أن تكون ماهرة في الطهي.. في تقديس الزوج.. تتقن ترديد آمر، وسم، أبشر، على أمرك، من عيوني، والشور شورك، أو معزوفة (الراي رايك يا يبه)!!

في الوقت الذي ينعتق الذكر فيه من مسؤوليته تجاه أسرته وأهله لا ينعتق من التسلط وفرض الرأي والتدخل أو اللت والعجن في ما لا شأنه له به.. والوضع سيستمر أو سيزداد سوءاً ما استمر الانغلاق الفكري وكأنما الذكر خلق فقط للوصاية دون أخذ أو عطاء أو نقاش وتحاور وجدال بناء..!!



happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد