Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
السحر من أخطر الأمراض التي تصاب بها المجتمعات الإنسانية
د. فهد بن عبدالرحمن عبدالله السويدان

 

السحر علم حقيقي ثابت بالكتاب والسنة، وله أصوله التي ينبني عليها، وهو ليس ظاهرة إنسانية محضة كما يقول به البعض، بل له ارتباط وثيق بشياطين الجن والأنفس الشريرة الخبيثة. ورغم أن السحر علم حقيقي، لكن جانبا من الظل فيه يبقى غامضا وخفيا، ويصعب الخوض فيه دون الرجوع إلى العلوم الإنسانية والروحية، قال تعالى: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} (سورة البقرة 102)، ولقوله تعالى: { وَمَا يُعَلمَاِن ِمنْ أَحًدٍ َحتَى َيُقولاَ إِنَمَا َنحْنُ ِفْتَنةٌ َفلاَ تَكْفُر} آية 102 البقرة. وقول رسول الله صلى الله عليه كما جاء في تمام الحديث كما هو عند النسائي من حديث أبى هريرة: (ومن سحر فقد أشرك) قال تعالى: { قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ} آية 79 يونس.

ومن أضرار السحر:

إذا أردت أن تتعرف على خطورة السحر فانظر إلى حال من يصاب به من أفراد المجتمع، ثم تخيل أن كل المجتمع مصاب به، فماذا يكون حال المجتمع، لاشك أنه يكون مجتمعاً تسوده أعلى درجات الفوضوية والانحلال، والتخلف والجهل والمرض والفقر والانحدار الإنساني بدل الرقي الإنساني الحضاري، فمن ضرره على المجتمع:

1 - أنه يحوِّل المجتمع المسلم المحافظ على دينه وعرضه إلى مجتمع يسوده الإشراك بالله وكثرة المصائب نعوذ بالله من ذلك.

2 - أنه يزرع الشكوك، والشبه بين أفراده، ويدعو إلى الانتقام بكل وسيلة متاحة وبالذات إذا عرف المسحور من سحره وبالتالي يكثر القتل بين الناس وهذا ما يتمناه الساحر الحاقد على المجتمعات.

3 - أنه يورث العداوة والبغضاء ويزرع الفوضى والحقد والحسد بين أفراد المجتمع.

4 - أنه يحل مكان الأمن والطمأنينة الخوف والزعزعة وحب الجريمة مثل القتل وغيره.

5 - أنه ينشر الرذيلة بين أفراد المجتمع، ويضعف كيان الأمة في توكلها على رب العالمين واليقين به وذلك من ذهاب أفراد المجتمع إلى السحرة والمنجمين والكذابين والدجالين ونحوهم والاستعانة بهم وترك رب العالمين.

وهذه بعض الأضرار الموجوده وهي كثيرة جدا أجارنا الله وإياكم من ذلك.

فإن السحر من أخطر الأمراض التي تصاب بها المجتمعات فتزعزع بنيانها وتهد أركانها وينتشر بسببه العدوان وانتهاك الأعراض وقتل الأبرياء وسرقة الأموال فضلاً عن الشرك بالله والكفر به، وبالتالي يكون المجتمع ليس له هدف ولا غاية يصير مجتمعاً همه معالجة أفراده مما ألم بهم من الضرر والأمراض، والساحر همه الاستيلاء على الأموال بأي طريقة كانت من هؤلاء الجهلة والسذج من الناس بطرق الكذب والنصب والاحتيال والخداع واستغلال حاجة الناس وضعفهم وعدم وعيهم بأضرار السحر والسحرة عفانا الله من ذلك.

إن السحر ممارسة كونية لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات بما في ذلك القديمة والحديثة الشرقية والغربية، الإسلامية والمسيحية، البوذية والكونفوشيوسية، التوحيدية والوثنية على السواء وتظل العائلة والمجتمع والعلاقة بين الجنسين أحد أهم الحقول المفضلة لنشاط الممارسات السحرية ومسرحهما الأساسي الذي تشتغل فيه ولو لم يكن السحر موجودا وله فعالية مرئية ومحسوسة لتخلى الناس عنه منذ قرون ولما شهدت هذه الممارسات الانتشار الذي تعرفه على صعيدي الزمان والمكان.

أسأل الله تعالى أن يحمي مجتمعنا ومجتمعات أمة الإسلام وجميع المجتمعات الإنسانية من كيد الحاقدين من السحرة والمنجمين والمشعوذين الأفاكين إنه سميع قريب.



fahd-a-s@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد