Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/09/2009 G Issue 13496
الخميس 20 رمضان 1430   العدد  13496
مؤسسة ابن عثيمين والدور الرائد
عبدالمحسن بن عبدالرحمن القاضي

 

حينما تأسست مؤسسة الشيخ القدوة محمد بن صالح بن عثيمين في محافظة عنيزة على يد عدد من إخوانه وأبنائه وبعضاً من طلبته ومحبيه أعلنوا برنامجهم من خلال هذه المؤسسة أنه امتداداً لمنهج الشيخ ونشراً لعلمه وكتبه، فقد كان شيخنا ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة مدرسة في كل شيء، نعم في كل شيء في دينه وعلمه وأمانته وزهده وورعه وتعامله وثقافته، وقد كان فقده مع ابن باز وعدد من العلماء رحمهم الله جميعاً مصيبة كبرى على مجتمعنا خاصة والعالم الإسلامي عامة رأينا آثار ذلك الفقد بعدهما، وهكذا يكون فقد العلماء..

إلا أني فرحت كثيراً بإنشاء مؤسستين تحملان اسمهما لإحياء علمهما وآثارهما ونشر فكرهما والأهم من ذلك كله المبادئ التي حاول الشيخان ترسيخها لدى الناس والمجتمع وولاة الأمر والعامة والخاصة..

وقد طالعت خلال هذا الصيف البرامج التي أعلنت عن طرحها مؤسسة ابن عثيمين الخيرية والدور الرائد الذي قامت به على كافة الأصعدة من برامج علمية بالدورة الصيفية التي ينفذها طلبة العلم والمشائخ الذين خلفوا الشيخ في جامع ابن عثيمين وكذلك برامج تربوية أعلنت المؤسسة طرحها عبر الندوات المفيدة وكذلك الندوات الاجتماعية وتكريم الشهداء وبرامج المرأة والإصلاح الأسري وتنمية الذات والقدرات والمسابقات وتكريم الرواد من العلماء ورجال المجتمع إضافة إلى اضطلاع المؤسسة الدائم بعمل اجتماعي خيري رائد في مساعدة المحتاجين وإعانة طلبة العلم وطباعة الكتب والقناة الفضائية وغير ذلك من مناشط رائدة كان له صدى عظيماً في المجتمع واستطاعت من خلاله المؤسسة تحقيق شيء من أهدافها وما تصبوا إليه فأعادت التذكير بأن عنيزة مدينة للعلم والعلماء والوسطية والاعتدال وهكذا يفترض بمثل هذه المؤسسات في خدمة العلم والثقافة والمجتمع وإحياء تلك المبادئ السامية التي تربى وعاش عليها علماؤنا الأفاضل وأرادوا ترسيخها في المجتمع فأحبهم الناس وأخلصوا لهم وأحبهم ولاة الأمر ووثقوا برأيهم وهذا من توفيق الله لهم.

وإنني في الوقت الذي أتقدم فيه بالشكر الجزيل والدعاء والعرفان بالجميل لإخوة الشيخ - رحمه الله - وأبنائه ومحبيه في هذه المؤسسة الرائدة على هذه البرامج الصيفية الرائعة والمتنوعة فإني أرجو منهم الاستمرار والمواصلة بتذكيرنا باسم الشيخ - رحمه الله - وعلمه ومنهجه الذي نحتاجه ونريد التذكير به مع ما نراه من متغيرات على كافة الأصعدة تطرأ على مجتمعنا والعالم من حولنا تستعدي من مثل هذه الجمعية وغيرها من جمعيات النفع العام والمساهمة في تحصين شبابنا ونسائنا وأسرنا عموما من الأفكار الدخيلة والهدامة وستظل أوقات الفراغ بالنافع المفيد فإلى الأمام قدماً يا أبناء ابن عثيمين ومحبيه في رفع اسم هذا العلم وخدمة علمه ومنهجه المنبثقين من الكتاب والسنة زادكم توفيقاً وسداداً ونفعاً وإرشاداً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد