Al Jazirah NewsPaper Friday  11/09/2009 G Issue 13497
الجمعة 21 رمضان 1430   العدد  13497
للرسم معنى
سجل الزيارات مساحة للمديح
محمد المنيف

 

لا يخلو معرض تشكيلي جماعي أو فردي من دفتر أو سجل يكتب فيه زوار المعرض رؤيتهم وانطباعاتهم عن ما شاهدوه من أعمال في مختلف سبل التعبير التشكيلي التي يتضمنها المعرض، ومن المؤسف أن كثيرا ممن يقيمون لهم معارض يعتبرون ما يكتب آت من مختص مع أن ليس كل من سطر تلك العبارات على علم أو معرفة بالفنون التشكيلية فغالبيتهم من المتذوقين أو الأصدقاء أو الأقارب يحيلون السجل إلى ديوان قصائد مديح وإطراء من منطلق المجاملة أحيانا وأحيانا أخرى للتشجيع، والأخيرة هي بيت لقصيد وهي المتبعة في كل معرض من قبل العامة أو الفنانين الذين يزورون تلك المعارض، وإذا استثنينا المفتتح والذي يكون عادة غير مختص بهذا الأمر فما يكتبه يعد من المجاملة والمديح الايجابي واستثنينا أيضا العامة التي نحترم حضورهم لكننا نعتب على التشكيليين أصحاب الخبرات والتجارب ممن نشاهد لهم تعليقات على كل معرض يجدون وقت لزيارته أو افتتاحه فينتقون ابرز العبارات وأكثرها سحرا في تمجيد الأعمال مع أن صاحبها أو صاحبتها لا زالا في أول درجات السلم أو أولى خطوات الألف ميل في طريق الفن والأعمال المعروضة لا تتعدى المحاولات التي هي في حاجة للرأي الصادق أو السكوت، فمثل هذا الإطراء الذي أشاهده كثيرا في سجلات الزيارات عند مروري بأي من تلك المعارض بعد أيام من افتتاحها يدفعني لإغلاق قلمي وتوفير ما تبقى فيه من حبر لئلا اتهم في ما اكتبه من رأي صادق أنني أحارب المواهب، إذ أن أسلوب التضخيم والتبجيل الذي يتبعه الزملاء قد يصبح وصفة خطيرة تودي بالفنان أو الفنانة إلى الغرور أو اعتبار ما قيل عن أعمالهم من أولئك التشكيليين المعروفين والمعتبرين أساتذة الساحة شهادة على وصول هؤلاء المبتدئين إلى قمة التميز والإبداع والنجاح فينتهي بهم هذا الشعور إلى لاستمرار على الخطأ.

ومن المؤسف أن العاطفة تسبق قول الحقيقية وتدفع بنا إلى المجاملة، ومن المؤسف أن أرى تلك العبارات أو المديح من أسماء كبيرة تعلم أن ما شاهدته ما زال في حيز ألف باء الفن أو يزيد قليلا، يحتاج للتوجيه ومنح المبتدئين مفاتيح تطوير أدواتهم إلا أن إلحاح صاحب لمعرض أحيانا وإحراجه لزواره بالكتابة في السجل قد يضعهم في (الزاوية) ما يجعلهم يكتبون ما يناسب هذا الإلحاح.

MONIF@HOT MAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد