Al Jazirah NewsPaper Friday  11/09/2009 G Issue 13497
الجمعة 21 رمضان 1430   العدد  13497
صدى لون
من يحمي الجمال!!
محمد الخربوش

 

كنت قبل أكثر من عامين مضت وعبر هذه الزاوية قد تطرقت إلى اغتيال الجمال في جدة، عندما أشرت إلى ما تعانيه المجسمات الجمالية في جدة أيامها من تشويه وقتل لكل ملامح الجمال في تلك المجسمات بما في ذلك تغييب القيم الجمالية والفنية والتقنية (عنوة) في هذه المجسمات الذي كان يتم هناك تحت مسمى الصيانة والترميم من قبل فرق الصيانة والنظافة في أمانة جدة، هذا الموضوع الذي علمت فيما بعد أن أمانة جدة مشكورة، قد تجاوبت معه من خلال تكوين لجنة فنية مختصة يكون دورها تقديم الاستشارة الفنية والتقنية لأمانة جدة حول هذه المجسمات وغيرها من شواهد جمالية أخرى في جدة. تجددت مرة أخرى حكاية اغتيال أو تشويه الجمال وبالذات المجسمات الجمالية والنحتية لكنها هذه المرة حدثت في محافظة (النحت والتراكيب الجمالية) الدوادمي هذه المحافظة التي تعتبر (ولاّدة) في مجال (النحت) وهي المحافظة التي أنجبت رائد النحت الأول في الدوادمي (عبدالله العبداللطيف) وبقية الفنانين مثل علي الطخيس وسعود الدريبي وأحمد الدحيم وعبدالعزيز الرويضان وغيرهم.

أعود إلى ما حدث في الدوادمي عندما قامت بلدية الدوادمي كما ورد في ثنايا الخبر الذي ورد في صفحة الفنون الجميلة الأسبوع الفائت وعبر مجموعة من عمال الصيانة بإزالة مجسم تاريخي عملاق لرائد النحت الأول في الدوادمي (عبدالله العبد اللطيف) رحمه الله.

ان مثل هذا التصرف الذي أكدته الصورة المنشورة المصاحبة للخبر يؤكد وجود قصور في مستوى الذائقة الجمالية أو ربما أحياناً غيابها، وبالتالي فإن تقدير الأعمال الجمالية والفنية بما فيها المجسمات والمنحوتات الفنية والتراكيب الجمالية لا يزال ضعيف ومن هنا فإن ما كنا ندعو إليه وما كنا نأمل تحقيقه هو أن تسعى أمانات وبلديات المدن إلى فتح قنوات تواصل (استشارية) مع فناني منطقة خدماتها والاهتمام بما يسمى لجان التجميل. وإن كنت آمل أن تفعّل هذه اللجان من خلال أشراك نخبة من تشكيلي المنطقة أو المحافظة وأن تسعى كل أمانة أو بلدية إلى إيجاد قسم أو إدارة مختصة بالجمال يكون تحت مسؤوليتها مثل هذه المواضيع البالغة الأهمية خاصة أن الأمر يتعلق بجمال المدينة أو المحافظة أو حتى القرية أما أن يترك الأمر كما يحدث هنا وهناك لفرق الصيانة والنظافة أو اجتهادات المراقبين فهذا هو الحال المايل الذي يستدعي تقويمه.



Sada - art@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد