Al Jazirah NewsPaper Friday  11/09/2009 G Issue 13497
الجمعة 21 رمضان 1430   العدد  13497
رئيس وزراء العراق المالكي في حوار خاص لـ(الجزيرة):
علاقاتنا مع الدول المجاورة متينة وسأقوم بجولة عربية قريباً

 

بغداد - نصير النقيب

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الحكومة العراقية واجهت خلال الفترة الماضية الكثير من الأزمات بروح وطنية وإرادة ومسؤولية حتى استطاعت النهوض بالبلاد والتغلب على التحديات, وقال: لدينا حرب ضد الفساد والمفسدين الذين يتحركون بخلفيات إما سياسية أو من أجل تحقيق أهداف دنيئة، وأخطرها الفساد السياسي ومن يعملون من كتل وأحزاب لتحقيق أجندات خارجية لدول أخرى ويسمحون لها بالتدخل في شؤوننا الداخلية.

وأكد المالكي على أن العلاقات بين العراق والدول المجاورة طيبة وعادت بقوة من جديد وهناك أواصر مشتركة كثيرة بين العراق ودول الجوار وليست لدينا أزمات سياسية أو دبلوماسية مع أغلب دول الجوار، وقال إن العلاقات متينة وقائمة على أساس عدم التدخل في شؤون الآخرين والاحترام المتبادل والمصالح الثنائية المشتركة.

وأشار إلى أن لديه الرغبة بالقيام بجولة عربية لإعادة توطيد العلاقات الثنائية بين العراق وجميع الدول العربية الأخرى.جاء ذلك في حوار صحفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي لـ(الجزيرة).

الجزيرة: كيف ترون التداعيات بعد الهجمات الأخيرة على بغداد في يوم الأربعاء الشهر الماضي، وهل نستطيع أن نقول إن البلاد الآن في أزمة فعلية؟

المالكي: لقد واجهنا الكثير من الأزمات بروح وطنية وإرادة ومسؤولية حتى استطعنا التغلب على التحديات، وإن شعبنا أدرك المسؤولية ويعلم أن الطريق يحتاج إلى مزيد من التضحيات والجهود ورص الصفوف، وما كان يوم الأربعاء من الشهر الماضي وما شهده من أحداث، دليل على أن الأعداء ما زالوا يفكرون بأن الوصول إلى مواقع المسؤولية يكون عبر المفخخات والأزمات، ونحن لا نريد أن نتحدث عن إمكانيات غير موجودة، ولكننا على ثقة أن لدينا الكثير من الطاقات، وعلينا أن نقف بوجه التحديات. وإني أتساءل: ألم يبق في العالم رحمة وإنسانية للتعامل مع دعاة العنف، وهل أصبح الإرهابي يحظى بالتأييد، وأي عالم هذا الذي يحتضن الإرهاب؟.

وإن الأمن من أهم أولويات بناء الدولة والوحدة الوطنية، وكل شيء لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الأمن، وقد رأيتم عندما كان الأمن مضطرباً كيف كنا لا نستطيع أن نبلط شارعاً، لأن الشوارع كانت مقطعة تسيطر عليها العصابات والميليشيات، ولكننا تمكنا من استعادة الوحدة الوطنية واستعدنا معها شموخنا الاجتماعي والسياسي والعلمي والحضاري، وأصبح العراقيون على دراية ومعرفة بما يواجهون، فبدأنا بعقد مثل هذه المؤتمرات وغيرها التي تصب في مصلحة الوطن ووحدته، وتمكنا من كسر الإرهاب والعصابات والخارجين على القانون.

الجزيرة: وماذا بشأن استثمار الكفاءات، واخيتار الأكفاء لإدارة الدولة؟

المالكي: بناء الدولة يحتاج إلى الكفاءات، ومن الواجب علينا اختيار الأكفاء لمواقع المسؤولية، والجميع يعرف أن لدينا حرباً ضد الفساد والمفسدين الذين يتحركون بخلفيات أما سياسية أو من أجل تحقيق أهداف دنيئة، وأخطر من هذا الفساد أن نواجه الفساد السياسي ومن يعملون من كتل وأحزاب لتحقيق أجندات خارجية لدول أخرى ويسمحون لها بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وهذا سطو على سياسة الدولة، ومع اعتزازنا بعلاقاتنا مع هذه الدول لكن يجب أن تكون قائمة على أساس الاحترام المتبادل وأن تكون ضمن الأطر الصحيحة واعتماد النهج الدبلوماسي والتكافؤ، وإن من واجباتنا احترام الدستور وحمايته لأن الدولة بدونه ستكون ممزقة، ونحن الآن نستند على الإخلاص والكفاءة في بناء الدولة، وعلينا أن نرعى ونحتضن الكفاءات حتى تكون الأساس في عملية البناء.

الجزيرة: كيف ترون مستقبل العلاقات بين العراق ودول الجوار؟

المالكي: علاقات العراق هي طيبة وعادت بقوة من جديد وهناك أواصر مشتركة كثيرة بين العراق ودول الجوار وليست لدينا أزمات سياسية أو دبلوماسية مع أغلب دول الجوار، والعلاقات طيبة ومتينة وقائمة على أساس عدم التدخل في شؤون الآخرين والاحترام المتبادل والمصالح الثنائية المشتركة، وفي الحقيقة نحن راضون عن العلاقات مع دول الجوار الآن ومع أغلب الدول العربية الأخرى.

الجزيرة: يقال إنكم سوف تقومون بجولة عربية قريبة تشمل بعض دول الجوار أيضاً؟ متى ستكون تلكم الجولة، وأي البلدان ستشملها؟

المالكي: بعنوان جولة عربية محددة ليست مدرجة في جدول أعمالي في الحقيقية وإنما هي عبارة عن دعوات وأيضاً رغبات مشتركة مع دول عربية أخرى للتواصل والتعاون الإيجابي معها وإيجاد المجال الأرحب للتعاون، وأنا لديّ دعوات لزيارة كل من البحرين وقطر ومصر، وأنا في الحقيقة لا أجد مسألة زيارة الدول العربية تحتاج إلى دعوات، وهي مرهونة بحسب الظرف وواقع الحال، وتوجد أيضاً لديّ الرغبة والنية بزيارة كل الدول العربية لإعادة توطيد العلاقات الثنائية بين العراق وجميع الدول العربية الأخرى وفي هذا الظرف القريب سيكون لي زيارة في الشهر التاسع لمصر.

الجزيرة: كيف ترون مستقبل العلاقات مع الكويت؟

المالكي: ملف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مفتوحةوالسفير الكويتي موجود حالياً في بغداد من فترة طويلة وسفيرنا بعد أن صوت مجلس النواب عليه مؤخراً سوف يتلحق بعمله قريباً جداً وسيكون جاهزاً بأسرع وقت لاستلام مهام عمله هناك، وتوجد هناك رغبة قوية بين البلدين لحل المشكلات العالقة، وأما المشكلات الموروثة من ذي قبل والمتعلقة بغزو النظام السابق لدولة الكويت والأشياء التي ترتبت عليه فجزء منه يعالج من قبل الأمم المتحدة باعتبارها هي التي دخلت على الخط واتخذت القرار وجزء آخر يتم بالمناقشة والحديث ثنائياً بين الطرفين، ونحن نفضل أن يكون هناك حديث ثنائي بين الجانبين لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلات العالقة ونحن نعتقد أن الوقت قد حان من الانتهاء من هذه المشكلات والمخلفات التي في حال بقائها يذكرنا بأجواء التدخل والكراهية والغزو والحقد وهذه الحالة التي صنعتها سياسيات النظام السابق ونحن على استعداد لمناقشة ذلك وبما لا يضر بمصلحة كلا البلدين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد