Al Jazirah NewsPaper Friday  11/09/2009 G Issue 13497
الجمعة 21 رمضان 1430   العدد  13497
عندما ينطق الذهب تلزم أسواق المال الصمت ويتلاشى الصخب
(قوة تصدير) ألمانية تحدث شغباً في العملة الموحدة وسط إذعان بقية العملات الرئيسة

 

الأسبوع الماضي ظهرت بوادر تألق (ذهب العملات) الفرنك السويسري مع استقرار للدولار وتأرجح لشهية المخاطرة في الأصول ذات العائد المرتفع كالأسهم وبعض العملات، أما هذا الأسبوع أصيبت أسواق السلع بنفس العدوى حيث تخطى الذهب الحاجز النفسي 1000 دولار للأونصة بشكل مدهش متجاوزاً مقاومات عديدة وقوية ظلت عائقاً طيلة الست أشهر الأخيرة مع تأرجح لأسعار خامات النفط، ويبدو أن الوقت أصبح وشيكاً لأسواق الأسهم الأمريكية واليابانية والأوروبية بالذات للبدء بالتصحيح المنتظر على الأقل فنياً، وغالباً عندما يتحرك الذهب تصاب الأصول ذات العائد المرتفع بالشلل ويخف صخب السوق من صفقات الشراء لكن هذه المرة وبدافع من أرقام مهمة وإيجابية ظهر اليورو بمظهر العملة المشاغبة.

الدولار الأمريكي

عاد الدولار لمستوى 77 أمام سلة عملاته من جديد بسبب ارتفاع طفيف لشهية المخاطرة التي دفعت أسواق الأسهم الأمريكية وأسواق النفط للارتفاع لعدة أسباب منها انخفاض مخزون النفط وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الأمريكية الأربعاء الماضي. أما بشأن البيانات فقد كان أبرزها طلبات الإعانة لآخر أسبوع من أغسطس والتي بلغت 570 ألف طلب عند نفس الرقم السابق دليل تحسن ملموس لسوق العمل على الأجل القصير، أما الأهم من ذلك هو معدل البطالة لشهر أغسطس والذي حقق 9.7% مقارنة بالنسبة السابقة عند 9.4% وهو أعلى مستوى له منذ 26 عاماً من أجله ارتعدت أسواق الأسهم قليلاً ثم عادت لها السكينة تمخض عن ذلك صعود للذهب فوق مستوى 1000 دولار للأونصة وهي مستويات ما قبل الست أشهر الأخيرة مستفيدة من عدم تجاوب الدولار مع ضعف شهية المخاطرة على الرغم من أن الدولار له علاقة طردية مع صعود معدلات البطالة، لكن يبدو أن هذه المرة لا أحد يراهن على الدولار في ظل تألق الذهب، وبعد هذه الأحداث السريعة جاءت البيانات الأمريكية برقم مذهل من طلبات القروض العقارية لأول أسبوع من شهر سبتمبر والتي ارتفعت بنسبة 17% مقارنة بانخفاض سابق بنسبة 2,2% دليل نشاط هذا القطاع.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

انطلق الزوج وبشكل مفاجئ من مستوى 1.43 إلى مستوى 1.45 مؤجلاً فترة الاستراحة التي حقيقة هو بحاجة لها نظراً لقربه من مستويات ديسمبر الماضي والتي تحمل في ثناياها مقاومات قوية أبرزها 1.47 يصعب تجاوزها إلا أن الاتجاه لا يزال بقيادة المشترين ودعمه الأهم مستوى 1.43.

الجنيه الإسترليني

مقابل الدولار الأمريكي

تحول سلوك الزوج إلى المسار الجانبي كما كان متوقعاً ضمن قناة أفقية تمتد من 1.66 إلى 1.59 ويرجح استمرارها إلى نهاية شهر سبتمبر نظراً لتأرجح الأرقام الاقتصادية بين السلب والإيجاب.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

تجار هذا الزوج ينتظرون التصحيح الكافي لأسواق الأسهم اليابانية والأمريكية لكن ذلك لم يحدث بالشكل المطلوب لذا نجده لا يزال يصحح ببطء ضمن قناته الهابطة. ومن المرجح أن يكون مستوى 89 منطقة جيدة لتهدئة النفوس وتعويض بعض الخسائر التي تلقاها الين بسبب الدولار.

اليورو

حظي الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بأرقام مبشرة مع ارتفاع الفائض في الميزان التجاري في يوليو الماضي من 12.1 مليار إلى 13.9 مليار يورو دليل قوة تصدير لابد أن تنعكس على الاقتصاد الجزئي في ألمانيا وعلى أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث المنتظر إعلانه.

ومع ارتفاع الصادرات بنسبة 2.3% بدأ الحديث عن أن الطلب المحلي في ألمانيا لم يشارك كثيراً في هذه النتائج خصوصاً مع ثبات أسعار المستهلكين لكن تظل هذه الأرقام محل اهتمام ورضا معظم المستثمرين، وهذا ما انعكس على تألق اليورو في هذا الأسبوع مقارنة بالعملات الرئيسة الأخرى.

الجنيه الإسترليني

جاءت أرقام مؤشر مديري المشتريات للخدمات في شهر أغسطس مرتفعة إلى 54.1 مقارنة بالقراءة السابقة عند 54 وهي الأعلى منذ عامين دليل قوة انتعاش قطاع الخدمات القطاع الأهم في بريطانيا، أما الإنتاج الصناعي فعلى الرغم من تراجعه مقارنة بالشهر الماضي إلا أنه عند أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2006م، ومع شح البيانات الاقتصادية للعملة الملكية نجد أن المسار الجانبي كان مبرراً وفقاً للأرقام الحالية.

الين

تصريحات إيجابية للسيد (سودا) أحد أعضاء المركزي يشير من خلالها إلى أن الاقتصاد بدأ فعلاً بالتعافي بسبب فاعلية خطط الانقاذ التي كلفت حتى الآن 25 تريليون ين لدعم القطاع المصرفي ورفع معدلات الاستهلاك والإنتاج، ساهم ذلك في هدوء أسواق الأسهم هناك لكن لم يصب لمصلحة الين في المجمل بسبب أن الين على علاقة عكسية مع أسواق الأسهم، أما من حيث الأرقام فأعلن عن مؤشر الإنفاق الرأسمالي الذي يقيس معدلات الإنفاق في الشركات اليابانية الكبرى وقد أظهر انخفاضاً للربع الثاني بنسبة 21.7% في حين كانت القراءة السابقة منخفضة بنسبة 25.3% لكن تحسنه يدل على أن معدلات الإنفاق الرأسمالي في بداية الطريق وينتظر تجار العملة اليابانية بيانات الطلبات الآلية للحكم بشكل أوسع على عملتهم.

(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الأربعاء الساعة 10 مساء بتوقيت جرينتش)

وليد العبدالهادي - محلل أسواق المال


waleed.alabdulhadi@ gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد