تابعت الحوار الدائر حول منهجية بعض المجتهدين ك د. زغلول النجار في بحوثه حول (الإعجاز العلمي في القرآن) وآخرها تعقيب م. عبدالعزيز السحيباني في العدد 13574 وكان طرحاً جميلاً ومقنعاً لكنني سأعلق عليه بوجهة نظر من زاوية أخرى.
حيث ورد خلط بين النقل من المعاجم و(البحوث) فمُسمى بحوث لا ينطبق على ما يفعله- زغلول النجار- فالإعجازات الحسابية أو اللغوية في القرآن هي موجودة في المعجم المفهرس للقرآن وصاحب السبق في هذا هو المستشرق الألماني (جستاف فلوجل) بحيث أحصى كل تركيب لفظي فيه نوع من التكرار أو التشابه اللفظي وقام بفهرسته أبجدياً حسب جذور الكلمة المختلفة في العبارات المتشابهة ويتضمن الإشارة إلى السور وأرقام الآيات التي وردت فيها العبارات، ويشير إلى عدد مرات تكرار العبارات المتطابقة. أما ما يسميه النجار بحوثاً فهذا يعد مخالفة لقواعد البحث العلمي حيث إن قواعد البحث العلمي تشترط أن تتم التجارب العلمية ثم بعد ذلك نستخلص النتائج العلمية من واقع تحليل تلك التجارب بينما في عالم الدكتور النجار فإنه يحدد النتيجة التي يريد الوصول إليها أولاً (من واقع النصوص الدينية الإسلامية) ثم بعد ذلك يحاول (ترتيب) التجارب العلمية لكي تتوافق مع تلك النتائج المحددة سلفاً! وهذا النهج يسيء للقرآن الكريم حين يحوله إلى كتاب يُصادق على صحة العلوم التطبيقية، فتلك العلوم ما هي إلا استنتاجات بشرية ليست معصومة من الخطأ بل هي مُعرضة للتصحيح والتطوير كل حين، بينما يبقى كلام الله معصوماً عن أي خطأ ومحفوظاً من أي تغيير. لذلك فمعظم علماء الأزهر يؤاخذون الدكتور زغلول على هذا المنهج البدعة.. لننظر ك(مثل) لقول قاله النجار بثقة مطلقة في أحد البرامج التلفزيونية مستنداً إلى القرآن: (لا يستطيع إنسان أن يقرر أن هناك منطقة بعيدة عن حدوث الزلازل إلا إذا كانت منطقة كمكة المكرمة يعني نظراً لتقديسها فالله سبحانه وتعالى قد حماها من ذلك).
فماذا لو حدث زلزال في مكة؟؟ فهل سننسب الخلل للقرآن أم لزغلول النجار؟ وقد تمادى الدكتور زغلول النجار في أخطائه حين حاول أن يقنع الناس بأنه قد قام بتسجيل صوت النجم الطارق من الفضاء وأيضاً حين تحدث عن وثيقة وهمية يقول إنها محفوظة في المكتبة البريطانية تتحدث عن رؤية أحد ملوك الهند لانشقاق القمر، وحين تحدث عن عالم ياباني يدعى ماسارو ايموتو اكتشف وجود خواص فريدة في ماء زمزم ثم يتضح أن ماسارو ايموتو لا علاقة له بالعلم وأنه مجرد مصور فوتوغرافي يبحث عن الجمال في أشكال بلورات الماء تحت المجهر (وذلك باعترافه هو شخصياً) بل وقد أصدر ايموتو بياناً أنكر فيه ما نقله عنه الدكتور النجار.
صالح عبدالله العريني – البدائع