Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
(مشالح) سوق الزل.. الحساوي يتصدر الطلب.. و(بشت المدينة) يدخل المنافسة

 

«الجزيرة» - إبراهيم الروساء

تصوير - وليد الجبر

سوق الزل في مدينة الرياض واحد من أهم الأسواق لبيع المشالح حيث يرتاده الزبائن من مختلف مناطق المملكة وقد يكون المقصد الوحيد والمنافس الأقوى في سوق المشالح السعودية والتي اشتهر بها السوق حيث يعرض العديد من أنواع المشالح المختلفة في النوع واللون والسعر ومكان الصناعة. ويؤكد عاملون في سوق (الزل) الذي اشتهر ببيع أنواع من (المشالح) التي يستخدمها السعوديون في المناسبات المختلفة وخصوصا مواسم الأفراح، ويشهد السوق منذ حلول الإجازة الصيفية إقبالاً لافتاً لشراء أنواع من هذه (المشالح) تبعا لطبيعة المناسبة التي ستستخدم بها. وتزداد كثافة مرتادي السوق هذه الأيام مع قرب حلول عيد الفطر المبارك حيث تزدحم محلات بيع المشالح بالمتسوقين خاصة في فترة الليل لاقتناء المشالح. وتتفاوت أسعار المشالح بحسب الخامة والزري المستخدم فيها ومكان صناعتها, ومن أشهرها وأغلاها ثمناً المشالح الحساوية التي مازالت في الصدارة من حيث استقطابها داخل المملكة وخارجها لأن خياطتها تتم بأيد سعودية توارثتها أباً عن جد. ويقول مقرن بن محمد المجاهد وهو من التجار المتخصصين في بيع المشالح بسوق الزل منذ أكثر من 50 سنة (إن المشالح باتت تصنع في مدينة الرياض عبر مصانع متخصصة وكذلك في مدينة الأحساء والمدينة المنورة ومدينة جدة وجمهورية سوريا الشقيقة, بيد أن أجودها الحساوي وهو مكلف ويبدأ سعره من الألفي ريال). وعن بقية أنواع البشوت يوضح المجاهد أن بشت المدينة من الأنواع الطيبة ويصل سعره إلى 1000 ريال, بينما يبدأ سعر بشت الرياض من 700 ريال. وعن خامة البشوت بيّن أن الخامة الأصلية يتم استيرادها من اليابان وتتم خياطة الأنواع الجيدة في مدينة الأحساء. ويؤكد المجاهد أن البشوت الحديثة أفضل من القديمة بمراحل من حيث الخامة والنوع, مبيناً أن الإنتاج الحالي أكثر والأسعار ليست بالمرتفعة. وعن الجودة أوضح المجاهد أن لها عدة اعتبارات ومنها نوع الزري ويعرف الزري بأنه (النقشة المذهبة على أطراف المشلح) ولها أنواع متعددة ففيها الألماني والفرنسي وغيرها، وأرجع هذه الأنواع لرغبة الزبون, مشيراً إلى أنه بعد الاتفاق مع الزبون على النوع والسعر والمواصفات يقوم خياط المحل (الخبان) بأخذ المقاس للزبون وتتم عملية الخبن وتأخذ في المعتاد حوالي ساعة.

ويرى مرشد عثمان المرشد وهو صاحب محل لبيع المشالح أن البشوت تختلف باختلاف مكان بيعها ونوعية الزبون، حيث إن بعض الزبائن يفضلون أنواعاً لها سعر خاص ومرتفع والبعض الآخر يرغب في الشراء من المحلات التي اشتهرت ببيع البشوت منذ زمن. ويكشف المرشد أن قيمة المشالح الصيفية تبدأ من (500) ريال إلى (3000) ريال، ويتم استيرادها من الأحساء والمدينة المنورة وكذلك من سورية. أما التاجر عبد العزيز الهران فقد ورث محل بيع البشوت من أبيه الذي أمضى ما يزيد على سبعين سنة في سوق الزل فيقول: (إنني أخذت مهنة البيع من أبي وقمت بتخصيص المحل لبيع البشوت فقط، وقد ورثت العمل من أبي الذي أمضى قرابة الخمسة والسبعين عاماً في هذه المهنة). ويرجع الهران زيادة المبيعات في هذه الأيام إلى مواسم الأفراح وعيد الفطر المبارك، ويضيف إلى ذلك قرب فصل الشتاء حيث تزداد مبيعات البشوت ذات النوع الوبري الثقيل. ويشير إلى أن هناك شريحة كبيرة ما زالت تهتم بلبس المشالح، ويذكر أن اللافت للانتباه هو عودة الشباب للبس البشت حيث يأتي للمحل شباب تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثلاثين يطلبون شراء البشوت، وأرجع ذلك إلى اهتمام أبائهم بهذا الزي السعودي الأصيل وإيعاز من الوالدين للاهتمام بحضور المناسبات بالمشلح. ويتفق البائع الهران مع البائع المجاهد في أن للبشوت والمشالح أنواعاً متعددة وصناعات مختلفة، مؤكدين أن الخامة الأفضل والمنتشرة في السوق والتي يقبل عليها الناس هي الخامة اليابانية نظراً لجودة صناعتها ونوع خيوطها. ويوضح الهران أن تفاوت أسعار البشوت ترجع إلى نوع الزري في البشت، فالزري المستوردة من ألمانيا وأفضل أنواعه الملكي وهو عيار عشرة وعيار سبعة يعد من أميز أنواع الزري ويصفه أهل السوق بالعيار رقم (عشرة). ويتدرج الزري في الجودة لعدة درجات ومستويات بحسب خيوط الفضة وكميتها وطريقة غمسها في ماء الذهب. وعد الزري من أهم عناصر المشلح نظراً لخيوط الفضة التي يحتويها وكمية الذهب الموجودة في تلك الخيوط المغموسة في ماء الذهب والتي يتزين بها البشت وبين الهران أن المرحلة التي يصل لها البشت إلى حياكة الزري من أهم المراحل وأصعبها حيث إن الخبرة والتميز في العمل والتمرس فيه لها دور أساسي في قيمته حيث يجب أن يكون الزري متراصاً وبدون فراغات أو نتوءات ويكون التركيز على أهم ركائز الزري وهي (السلاسل، والبروج، والهيلات، والقيطان).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد