Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
سرقات المنازل أصبحت هاجساً يؤرق المواطنين عند سفرهم
مسفر الحفيان

 

عندما تستطيع أن تخترق عواصف الغلاء بسلام، فتجد نفسك تمتلك منزلاً يغنيك عن سماع ذلك الطارق في نهاية كل فترة، طارقٌ يحمل رسالتين أولاهما: (ادفع الإيجار)، وثانيهما: (تم رفع مبلغ الإيجار للفترة القادمة) فإما أن تستسلم وتذعن وإما أن تغادر على الفور، عندها قد تشعر بأنه حان وقت الراحة والاستمتاع بما تبقى من سنوات العمر وكأن العواصف قد تم اجتيازها دون رجعة.

ولكن الحقيقة أن سلسلة المتاعب والمصاعب مستمرة فتأثيث المنزل وإيصال خدمة التيار الكهربائي والماء كفيلة بأن تحضر لك ما غاب عنك من أمراض ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر، ومن المهم أن تحتفظ بجميع أنواع المهدئات والأدوية اللازمة لمواجهة هذه الأزمات الصحية.

ولنفترض جدلاً بأنه تم المرور من هذه الأزمات بسلام، عندها تذكر بأنك قد تفقد كل هذا الأثاث بين عشية وضحاها بمجرد غيابك عن المنزل لأيام عديدة حتى وإن كنت تسكن في أحد الأحياء الراقية، فأوصيك باثنتين؛ أولاهما: (اختر لمنزلك أثاثاً أي كلام)، وثانيهما: (ادخر من المال ما يكفي لإعادة تأثيث منزلك في أي وقت).

غاب صديق لي عن منزله لمدة أسبوعين وكان قد اشترى منزلاً واهتم بتأثيثه من أرقى الماركات حتى إن اسمه أصبح معروفاً لدى عدد من البنوك السعودية، ليس بسبب ارتفاع رصيده البنكي، ولكن تقديراً لحجم الفوائد التي جنتها تلك البنوك من وراء المبالغ الكبيرة التي اقترضها لمواجهة جحيم الغلاء.

بعد نهاية الإجازة عاد ذلك الرجل ليجد منزله (على البلاطة) ولم تكن كل الأدوية التي تم ذكرها سابقاً كافية لجعله قادراً على مواجهة ذلك الأمر، فقد ذهب كل الأثاث دون أن يشبع عيناه بالنظر إليه، ولست قادراً على تفسير كيف استطاع أولئك اللصوص أن ينجوا بعمليتهم من رقابة الجيران ورجال الأمن، فلا الشيء المسروق صغيراً يسهل إخفاؤه في الجيوب الشخصية، ولا تلك العملية بالتي يمكن إنجازها في وقت قصير حتى نقول حدثت في لحظة غفوة من قبل الجميع.

هناك سباق بين المجرمين ورجال الأمن، فالمجرم يطوّر من أساليبه باستمرار ويبتكر من الحيل ما يضمن له تنفيذ جرائمه دون كشفه من قبل رجال الأمن، ويفترض برجل الأمن أن يكون في الطرف الآخر من السباق دون كلل أو ملل، فيستبقوا حيل المجرمين بشكل مستمر ويضيعوا عليهم محاولاتهم ويعملوا على إفشال جميع خططهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد