و.. غاب عبدالرحمن
في يفاعته، قبل ينعه - ك(قصة قصيرة، لآمالٍ كبيرة) -
.. وقبل أن يكتمل شبابه
قُبيل عيدنا، و.. عيدهِ
هذا ال(قلب) الصغير
هكذا.. فجاءة مات
.. بلا مقدمات
كان، وقد ملأ على أُختي دُنياها
بعد أن ملأته أمومةً وحنانا
غاب آخر عنقودها من الذّرية
إذ كان بينهم الذْكر.. وأصغرهم بالعمر
غاب..
قبل أن يكتمل شباباً.. وتشتعل أحلامه شُهاباً
أجل.. صغيرنا مات
بلا مقدمات
حُزننا ليس ألماً.. بقدر ما كان به أملاً
.. لكن، أو أكثر ما أذاب أو افطر مُهجنا عليه
أن (أُمّه)
.. نعم أمه
أكثر من صبّرتنا، وعن الحُزن عليه نهرتنا
ب.. لا.. لا، هو أمانة، أخذها صاحبها
كذا كان.. لا عنوان حُزنها، بل عزاءها به.. لنا
ونعلم أشدّ اليقين، أن قلبها ينفث عليه.. ب:
ليت عين التي آب النهار بها
فدى عين التي غابت ولم تؤوبِ
.. ولساننا بها يحاول:
أن.. ابكي..
أو تباكي، لتخرجي - على الأقل - شيء مما تكتنزي حياله لكن أنى لها فعل غير هذا، وهي ابنة ابنة عبدالرحمن يرحمهم الله (جدتي).. التي - من قبل - نهرت بنيها من البكاء على والدهم - زوجها - بنفس هذه العبارة..
الدالة على الإيمان
البليغة عن كل بيان
نحسب هذه ال(منيرة) حفظها الله.. لم تفقد جنينها إلا جسداً.
.. أما (روحاً - وقلباً.. ورواحاً) لم يغبْ..
فهي الصابرة على غياب جسده، المتحسسة له في ذاتها.
سبحان الله الذي (ربط على قلبها).. كأم موسى عليهم السلام.. وأطّ عليها ثباتا، في وقتٍ تُعذر به.. ولا تُعذل
أجل،.. كم تمنينا أن تبكي، أن تدمع عينيها.. أن.. أن..
أبت، بل قُل أبى (إيمانها) أن تشقّ جيباً
أو تلطم خداً
أو.. تقيم على فقيدها.. مناحة..
وكذا (زوجها) الذي لا أنسى له موقف مماثل..
لكِ الله يا أُختي، ولكْ الله يا أبا عبدالرحمن
و.. لكم الله يا أخواته، لنا الله جميعاً
بمصابنا به، بفقدنا إياه، بغيابه عنا
أسأل الله له الرحمة، ولنا السلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
هل نُريد أعظم من (هذه.. الآية) عزاء؟
لا والله، ومن قال بها فحسبه ربّهُ، وكفى..
اي كفى به سبحانه..
كما وأسأله - سبحانه - ونحن في ليال هذا الشهر المبارك، وبخاصة ليال (العشر) الفاضلات منه وكما ربط على قلب والديه، وأن لا يحرمهما أجره وقبوله.. ويعوض - عما قريبٍ - عنه..
و.. يا (عبدالرحمن بن عبدالكريم بن عبدالرحمن التويجري)
.. اخلف الله عليك شبابك في الجنة، آمين.. آمين..
mohsnali@yahoo.com