Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
وقفات كيف تدير غضبك؟
سلوى أبو مدين

 

قرأتُ كتاباً لجيل لندنفيلد بعنوان managing anger، فكلمة الغضب تثير لدى معظمنا صوراً مخيفة ومنفرة، فغالباً ما تربط عقولنا بين هذه العاطفة ومشاعر الإساءة والأذى والعنف والتدمير ولكننا نظلم هذه العاطفة الأساسية الطبيعية بهذه السمعة البشعة.

فهذه العاطفة في الأساس وسيلة بناءة إيجابية للحفاظ على الحياة، وظيفتها إمدادنا بالطاقة العاطفية والجسدية حين تشتد حاجتنا إلى لحماية أو لالتئام جروحنا.

وهذه الأيام وسائل الإعلام تمطرنا يومياً بقصص تصور القوة الرهيبة للغضب حين يتفجر. وليس هذا فحسب، بل إننا في حياتنا اليومية محاطون بأمثلة للعديد مما يحاولون التظاهر بأنهم قد ارتفعوا عن مستوى هذه العاطفة الحيوانية البدائية.

ولاحظت أثناء محاولتي استكشاف القوة الإيجابية للغضب أن الإحباط واليأس مشاعر مألوفة، والعادات القديمة يستحيل أحياناً كسر دائرتها. وهكذا يجد الكثيرون أنفسهم أفضل الأحوال:

عاجزون عن الشعور بالغضب حتى في الحالات التي يستوجب الغضب وهكذا يعانون من إهدار حقوقهم باستمرار.

وينفسون عن إحباطهم مع أقرب الناس أو أعزهم لهم أو ممن لا يملكون الدفاع عن أنفسهم.

يبكون حين يكون من الأفضل أن يصرخوا أو يناقشوا بحزم. ويصابون بالاكتئاب حين يتعرضون لخسارة بدلاً من الغضب ومواجهة الأحزان بشكل صحي، كما تنتابهم الكوابيس أو أحلام اليقظة التي ينتقمون فيها بعنف وحقد.

وفي إحدى المحطات يسارعون للطبيب بسبب الصداع، والقرحة وضغط الدم نتيجة الغليان بداخلهم حين تشعر بهذا ويدق ناقوس الخطر، فإنك بحاجة إلى أن تدير غضبك.

ولعل الكاتبة وضعت نقاطاً للحد من هذه الغريزة.

- سيطر على مخاوفك

- واجه الوحش بداخلك

- تعلم التعبير عن مشاعرك

- تعامل مع ركام الغضب المكبوت

- حاول أن تجد قنوات بناءة لطاقة غضبك

كما تنصح الكاتبة بوضع برنامج يشمل تدريبات الكتابة، مذكرة أو بعض أوراق بيضاء، قلم حبر، قلم رصاص، أقلام ملونة، ملف للحفاظ على الأوراق التي تكتبها.

ثم وضع استراتيجية تساعد على نزع مشاعر الغضب حين نشعر بزيادة السلبية والتخلص من طاقة زائدة مضارها على الجسد أكثر من نفعها. وتعد لندنفيلد من الإخصائيين البارزين كمعالجة نفسية.

وبعد هل يمكننا أن نحول هذه الطاقة المهدرة لحواسنا إلى طاقة موجبة أكثر إيجابية؟

لننعم بالسكينة والراحة ونتسلح بالشجاعة ونواجه الخطر بثقة مستخدمين أفضل السمات في شخصيتنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد