رمضان، وما أدراك ما رمضان! شهر تصفو فيه الحياة، ويزداد الإيمان، وتكثر الحسنات وتزيد، ويتسابق الناس فيه إلى فعل الخيرات، وإلى طلب مغفرة الله ورحمته.
ورمضان باب عظيم لتحقيق بر الوالدين، ونيل رضاهما، والتوبة إلى الله من عقوقهما والتقصير في حقهما. فالجو الروحاني في رمضان يعين الإنسان على مراجعة النفس، والتنقيب عن عيوبها، ومحاولة استصلاحها، خصوصاً أنه في هذا الشهر الكريم تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد مردة الشياطين، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره. وهذا سر إقبال الناس على الطاعة في رمضان. وهنا همسة في آذان المقصرين في حق الوالدين، الآباء والأمهات من أعظم أبواب الجنة إذا أحسنت إليهما، خصص لهما مبلغاً كل شهر، لا تقصر في زيارتهما، استزد من صلتهما في هذا الشهر، أفطر معهما، أصحبهما معك لصلاة التراويح في المساجد القريبة من البيت، أصحبهما لنزهة بسيطة بعد التراويح، تعهدهما بالهدايا، وبإدخال الفرح والسرور على قلوبهما.
أعرف أحد الإخوة له سنوات يأخذ إجازته في رمضان، حتى يتمكن من صلة والديه كما ينبغي، وعلى مدار الشهر، يفطر مع والديه، ويتسحر معهما، ويتواصل مع أولاده في ذات الوقت، ويصحب والديه لصلاة التراويح، ويسمر معهما ليلاً.
وفي العيد يصحبهما مع أولاده لصلاة العيد، وإذا ذهب إلى بيته يظل يتصل على والديه على مدار اليوم. ولذا فقد حظي هذا الأخ بدعاء من والديه، يقول: لقد كانت دعوات والديّ سبباً في سعادتي في الدنيا، وأسأل الله سعادة الآخرة.
حقاً إن رمضان فرصة سانحة لدخول الجنة من أوسع أبوابها، لو أحسنا اغتنامه في الإحسان إلى الوالدين.
