Al Jazirah NewsPaper Monday  21/09/2009 G Issue 13507
الأثنين 02 شوال 1430   العدد  13507
صبغ الشعر بـ 400 ريال وفرده يصل أحياناً إلى 6 آلاف
ليلة العيد.. موسم سنوي لمشاغل التجميل النسائية

 

الرياض - منيرة المشخص :

مع دخول العيد غالبا ما تجد النساء في حالة من الاستنفار وتذكر إصلاح أو تعديل ما نسينه طوال الأيام السابقة. وأمام كثير من المشاغل يمكنك أن ترى زحام السيارات التي تقوم بتوصيل السيدات إلى تلك المشاغل التي غالباً ما تجدها قد افتتحت حديثاً ولا يعرف أحد شيئا عن مدى تمكن العاملات فيها من القيام بأعمال الزينة والتجميل المختلفة، أو معرفتهن بالاشتراطات الصحية الواجب إتباعها في مثل تلك الأماكن.

وعشية العيد قامت (الجزيرة) بجولة لرصد ما يحدث في تلك المشاغل، بدأتها بمشغل مزدحم من بعد الظهر بسيدات قدمن إليه لأغراض مختلفة، من الرغبة في تغيير لون أو قصة الشعر، وهناك من تحمل في يدها قصاصة من إحدى المجلات لصورة فنانة مشهورة أو مطربة معروفة تريد لون أو قصة شعر مثلها، بصرف النظر عما إذا كان هذا التغيير يناسبها أم لا.

التقينا أمل محمد التي قالت إنها اعتادت أن تأتي كل عام ليلة العيد لعمل قصة شعرها والقيام بعملية البديكير والمنيكير (تزيين أظافر اليدين والقدمين وتنظيفها). وأضافت أن انشغالها طوال الشهر بالطبخ والتحضير للإفطار يجعلها لا تستطيع الذهاب إلى المشاغل إلا ليلة العيد. وحول الأسعار تقول أمل إنها تختلف من مشغل إلى آخر، لكن دائما قيمة تغيير لون الشعر وخاصة ما يسمى (الهاي لايت) تكون مرتفعة فتصل إلى 400 ريال.

أما ابتسام صالح السليمان فتقول: (أختار ليلة العيد لأنني أريد الشعور بطعم العيد). وبسؤالها عن الأسعار أجابت بأن هناك مشاغل في الأحياء الراقية تطلب سعرا مضاعفا لأي عملية تزيين للوجه أو للشعر، مبدية استغرابها من أن هناك سيدات يدفعن الآلاف من اجل ذلك.

لينا الدوخي فتاة في الخامسة عشرة من عمرها قالت إنها ولأول مرة تقوم بفرد شعرها كنوع من التغيير، مضيفة أنها تحرص على أن (تشقّر) حواجبها كنوع من التغيير أيضاً بالرغم من صغر سنها.

وكما التقينا عميلات المشاغل، التقينا أيضاً صاحبات المشاغل والعاملات فيها، حيث تقول البندري المقيرن صاحبة مشغل إنها تحرص على إرضاء الزبون في الأسعار، بل إنها تقوم بعملية تخفيض طوال شهر رمضان وحتى قبل نهايته بأيام ومن ثم تعود لأسعارها العادية.

وحول ارتفاع أسعار المشاغل النسائية أكدت البندري أن هناك مشاغل تبالغ في أسعارها وتصل بها إلى 5000 ريال، وأضافت: (هناك سيدات يدفعن ذلك مع أننا نستخدم المواد ذاتها، فمثلا فرد الشعر وصل أفي بعض الأوقات إلى 6000 ريال، فالعلبة الخاصة بالفرد سعرها 2500 ريال، فيما نحن نقوم بالفرد بخمسمائة إلى ألفين حسب طول الشعر).

وتقول هالة وهي مصففة شعر من سوريا إنها تقوم بنصح الزبونة حين تطلب مثلا صبغ شعرها، فإذا كانت صبغته قبل فترة قليلة تحذرها من أن ذلك من الممكن أن يضر بها. وتستطرد: (لكن هناك من يرفضن الاستماع لنا، فنقوم بتنفيذ ما يطلبن، والأمر نفسه يتكرر مع فرد الشعر، فقد تكون خصلات شعرها ضعيفة، وهناك أمور يجب أن تقوم بها قبل عملية الفرد أو الصبغ ومن ثم نقدم لها اللازم).

أما إخصائية العناية بالبشرة والشعر نسرين أبو قاسم, فكان لها رأي مغاير حيث قالت: (بالنسبة للأسعار عند مقارنتها بالخدمات المقدمة ونوعية المواد المستخدمة ومقارنتها بمراكز التجميل والمراكز المشابهة لنا في الخارج، فإننا نجد أن أسعارنا أقل وبكثير عنهم، علما بأننا نشترك وإياهم في المواد الأساسية المستخدمة, أما مقارنة أسعار هذه المراكز المتخصصة بأسعار بعض المشاغل غير المتخصصة فهذا مرفوض جملة وتفصيلا للاختلاف الجذري بين طبيعة عمل كل منهما).

وتضيف نسرين: (فيما يتعلق بالنواحي الصحية فأنا ضد فكرة أن المراكز المتخصصة للنساء هي مكان يمكن أن نخاف منه، وذلك لأننا في المراكز المتخصصة نراعي أخذ جميع الاحتياطات اللازمة لخصوصية كل زبونة على حدة، ابتداء من المناشف والإسفنجات والمناديل المستخدمة ومرورا بقطع الأجهزة التي يتم تعقيمها على أحدث وأفضل الطرق، وانتهاء بعبوات المواد المستخدمة لكل زبونة، وبذلك لا يمكن أن يكون هناك أي احتمال لانتقال أي عدوى أو مرض من أي زبونة أو الإخصائية إلى أخرى، وعليه فإن من يدعي أن هذه المراكز تخالف هذا وإنها ذات خطورة صحية فعليه إثبات ذلك).

من جانبه، يقول الدكتور أيمن محمد حلمي استشاري جراحة التجميل ونائب رئيس قسم الجراحة التجميلية بالمستشفى العسكري: (إن صالونات التجميل قد تكون بؤرة لتجمع البكتريا التي قد تسبب الكثير من الأمراض الصحية للسيدات والأشخاص الشغوفين بالاعتناء بمظهرهن وزيارتها بشكل متكرر, إذ لوحظ وجود ظاهرة غريبة في ولاية كاليفورنيا أدت لإجراء دراسة على مجموعة من السيدات وهي عبارة عن حدوث نوع من الدمامل في منطقة الأرجل، وتبين أن السبب الرئيسي لظهورها هو الاستعمال المتكرر لأدوات تنظيف الأظافر والأرجل وما يطلق عليها اسم (المنيكير والبديكير) دون التأكد من نظافتها, وكذلك الأمر عند استخدام أدوات التجميل كالفرشاة والاسفنجة الخاصة بكريمات الوجه وما إلى ذلك، إذ إنها سبب كبير في انتقال الأمراض الجلدية من شخص لآخر وحدوث التهابات في البشرة. فهناك أمراض تنتقل عن طريق ملامسة الجلد وتسبب هذه الأمراض طفيليات وكذلك أمراض معدية أخرى تنتقل عن طريق الدم).

وحول طرق الوقاية قال الدكتور حلمي: (يجب توفر أعداد كافية من مستلزمات التجميل من شفرات وأمشاط ومقصات ومرايل وفوط واسفنجات التجميل، مع وجود المطهرات السائلة وتعقيم جميع المعدات بعد كل استعمال, وعدم عرض أو بيع أي مواد غذائية داخل المحل تفاديا للأمراض ونقل العدوى. بالإضافة إلى استعمال مواد مرخّصة ومعروفة لعمل الصبغات وجلسات تنظيف البشرة والماكياج التي لا تسبب الحساسية أو الطفح الجلدي، وعدم زيارة صالونات التجميل في حال الإصابة بمرض معين حتى لا نكون سبباً في نقل العدوى للغير، وهناك تعليمات عامة يجب على الجميع اتباعها نذكر منها:

* الحرص على الذهاب لصالون معروف وذي سمعة حسنة.

* التأكد قبل الجلوس على الكرسي من أن جميع الأدوات المستخدمة نظيفة ومعقمة.

* لا تترددي في إحضار الأدوات والكريمات الخاصة بك إذا سنحت لك الفرصة.

* في حال ملاحظتك لأي خطأ في صالون التجميل لا تتردي في إيصال الشكوى إلى الجهات المتخصصة.

* عند ملاحظة أي طفح جلدي أو أي حساسية بعد زيارتك لمركز التجميل استشيري طبيبك على الحال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد