Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
وطني الحبيب وهل أحب سواه؟
سمر المقرن

 

للوطن مكان في القلب لا يحتله سواه, وفي قلب كل واحد منا, زوايا وأمكنة تكون مخصصة ولا تتنافس فيما بينها, الأم لها زاويتها، والأب له زاويته, والابن له زاويته, والوطن له زاويته, ولا يتعارض حُب مع حُب, ولا يمكن إدخالهم في مقارنة, وحب الوطن من الإيمان كما جاء في الحكمة, إيماننا بأهمية أرضنا وانتمائنا وضرورة أن نبذل الغالي والنفيس من أجله هي نوع من الإيمان, وطني المملكة العربية السعودية ليس كالأوطان ولا يمكن أن يُقارن بأي أرض, فهو مقر الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهذا ما جعله قبلة لصلاة المسلمين وموطنا لعاطفة كل من ينتمي لهذا الدين الحنيف, ومكانته الدينية يُضاف إليها مكانته السياسية فليس هناك من يستطيع أن يُنكر الثقل الكبير الذي تشكله حكومة المملكة في داخل البيت العربي وعلى المستوى العالمي وقوتها السياسية نابعة من قوتها الاقتصادية المتمثلة في كونها تحوي أعلى نسبة احتياطي للبترول في العالم، وهذا ما جعل مواقفها السياسية ذات تأثير كبير حضور طاغ في المحافل الدولية ومحور ارتكاز للأمة الإسلامية.

الحديث عن إنجازات الوطن هو من باب التباهي، حيث أشعر في كل مناسبة وطنية كشعور الأطفال الذين يتباهون بأمهاتهم وآبائهم، هذا هو وطني (أمي وأبي) وإلا فإنجازاتنا تتحدث عن نفسها بنفسها دون حاجة لتدبيج الخطب والمقالات, فقد قفزت المملكة في عقود قصيرة إذا قسنا أعمار الأمم والفترات التي احتاجتها لتتطور لوجدنا المملكة تقفز في عشر سنوات ما استغرق مائة عام من أمم أخرى على صعيد العمارة والصناعة والتعليم وفي شتى الميادين المهمة, فها هي المملكة تُفاخر بأطبائها على سبيل المثال الذين تعلموا في أفضل جامعات العالم وعادوا ليخدموا بلدهم في مهنة من أشرف المهن ويبيضوا وجه وطنهم في المحافل, والكل يشهد للطبيب السعودي أنه متميز وجدير بكل الثقة في مهنيته واحترافه. وتفخر بمهندسيها الذين شيدوا أبنية وطنهم، وتفخر وتفخر...

في عقود قليلة لدولة تأسست في عام 1932 أصبحت هذه الدولة محط لأنظار العالم كله وفي عمر لم يزل صغيراً فسبع وسبعون سنة في عمر الشعوب لا تعد سناً كبيراً, لكن المملكة استطاعت في عمر قصير أن تكون شيئاً كبيراً لما لشعبها من مزايا خاصة أهلتهم لهذه المكانة ونوال هذا التأثير, فالسعوديون قيادة وشعباً يملكون مواصفات العربي الأصيل الشجاع الذي لا يخاف من شيء ولا يتهيب دخول التجارب المتلاطمة لأنه يملك إيمانا عميقاً بقدراته على الخروج من كل صعوبة وتحقيق ما يعجز غيره عن إنجازه, لاموا وطننا بسبب مشكلة الإرهاب وهذه المشكلة سببها ما ذكرته من الاندفاع نحو الأفكار واعتناقها, لكن المملكة سرعان ما سيطرت على هذه المشكلة بسرعة شهدت لها دول العالم المتحضر وثبت ثناؤهم في وسائل الإعلام وعلى لسان العديد من المسؤولين على تميز تجربة المملكة في التعامل مع الإرهاب والإرهابيين وإعادتهم إلى جادة الصواب.

بقي نقطة أخيرة لا بد من قولها في عيدنا الوطني, ألا وهي الحديث عن طموحاتنا وآمالنا لوطننا, فلا يمكن للعاقل أن يعجب بإنجازاته فيغفل عما يطمح أن يحققه في المستقبل, الطموحات كثيرة وكبيرة وبصفتي امرأة سأتحدث عن جزئية ما أحلم بها لنسائنا وبناتنا, نطمح أن تستمر النخب في الدولة مثقفوها في توعية المجتمع بضرورة إعادة النظر إلى المرأة وفي طريقة التعامل معها وتغيير النظرة القاصرة التي قد توجد لدى بعض، وهذا يحتاج إلى دعم القوانين والأنظمة الحكومية التي ننتظر خروجها لصالحنا من أجل أن تتواءم مع قدرات وحاجات بناتنا. وآمل أن تقتحم المرأة كل المهن والوظائف التي تشارك فيها أخاها الرجل بدلاً أن يحل محلها عامل أجنبي وتبقى هي في البيت, أحلم أن أرى نساء سعوديات عضوات في مجلس الشورى يشاركن في وضع القوانين والأنظمة التي تُمثل أحلام أهل البلد من الجنسين, آمل أن أرى المرأة تقود سيارتها دون أن تشعر بضخ الألم اليومي جراء ركوبها مع السائق الأجنبي، أو لأنها حمل ثقيل على أبيها أو أخيها أو زوجها، أحلم لها بشيء كثير وكلي أمل أن أحلامي ستتحقق في هذا الوطن، وهل أحب سواه؟

www.salmogren.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد