Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/09/2009 G Issue 13512
السبت 07 شوال 1430   العدد  13512
يوم التحدي والإنجاز
مهدي العبار العنزي

 

للأمم ثوابت تؤسس عليها حضارتها وتبني مستقبلها وتخطط لمكانتها، وللأمة تاريخ وضاء وإرث عريق وماض تليد، والدول والشعوب تعتز بأيام خالدة لها علاقة مباشرة في تأسيسها أو استغلالها أو انتصارها وها هي المملكة العربية السعودية تحتفل بمرور تسعة وسبعين عاما على..

..توحيدها على يد الملك العادل عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- والذي وحّد هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله دستورها القرآن، وديانتها الإسلام وشعارها - لا إله إلا الله محمد رسول الله- لقد رسم الملك عبدالعزيز الأهداف والغايات النبيلة لدولته، والتي كانت قبل وجوده عبارة عن فئات متناحرة وقبائل متصارعة القوي يأكل الضعيف لا أمن ولا استقرار ولا توحيد أفكار. خيول وهجن وغارات وسيوف ورماح نهب وسلب وسفك دماء وشاءت إرادة الباري عز وجل الذي فضل أمة محمد وجعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بأن هيأ لها واحدا منها؛ ألا وهو عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود الذي استطاع، وبأمر الله ثم بإيمانه وعزيمته وتفاني رجاله أن يحقق المعجزات وأن يبسط الأمن والإيمان والطمأنينة والاستقرار ونشر العدل في مملكة الخير والعطاء والذي أرسى قواعد الشريعة لتكون مرجعا ودستورا للحياة، واستمر -طيب الله ثراه- في مواصلة المشوار ملكا على هذه البلاد محققا للهداف السامية جامعات للقلوب وموحدا للصفوف ولاما للشمل، وكان اهتمامه الأول والأخير خدمة العقيدة وبناء الإنسان وإيصاله إلى المكانة العالية في كل نواحي الحياة، ومن خلال هذه الرحلة التي استمر فيها - يرحمه الله- ملكا منذ عام 1351هـ وحتى وفاته في عام 1373هـ كانت مليئة بالإنجازات والتحدي من أجل رفعة الوطن وحماية حدوده من الطامعين، ويتواصل العطاء فيما بعد بوجود أبنائه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعا- والذين واصلوا المشوار بخطى ثابتة لأن واثق الخطوة يمشي ملكا وساهموا يرحمهم الله في تقدم وتطور ورقعة هذه المملكة العزيزة، وسجل لهم التاريخ مواقف وبصمات لا تمحى، وبلادنا وهي تحتفل بيومها الوطني التاسع والسبعين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -سلمه الله- ورغم ما يمر به العالم من أمواج هائلة تتقاذفه ومنها الحروب والنزاعات والفتن والمجاعة والأمراض إلا أنه -يحفظه الله- استطاع وبتوفيق من ربه أن يواصل الركب وأن يبعد عن هذه البلاد من كل ما يعاني منه العالم المعاصر، واستطاع -أيده الله- أن يكون لنا كسعوديين مكانة مرموقة ورفيعة بين الأمم، وعلى كل الصعد، وأن يكون لبلادنا الريادة والسيادة في المحافل الدولية، وأن تكون الانجازات متحدثة عن نفسها اقتصاديا وتعليميا وصحيا وثقافيا وأمنيا وقوة تحمي -بعد الله- حدود مملكة الإنسانية.

لقد حقق -أيده الله- الكثير من الإنجازات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي بما يجعل كل مواطن وكل عربي وكل مسلم يفتخر ويعتز بهذه المواقف المشرفة من لدن ملك الإنسانية والعالم بأسره يشهد لهذه المواقف ويقدرها.

نحتفل باليوم الوطني ومعه نحتفل بإنجازات حضارية وعلمية كبرى لا مثيل لها في العالم فهنيئاً لك يا وطن المجد بملك القلوب وولي عهده الأمين الذي نرجو الله أن يكون في ربوع الوطن قريباً بحول الله وهنيئاً لك يا وطن الشموخ بأبناء المؤسس جميعاً ودون استثناء وهنيئاً لك بحامي الأمن وحامي الديار النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز. دمت يا وطن المجد شامخاً عالياً ودامت أسرة الخير ودام أمن البلاد ورجال الوطن وشبابه ونسائه وبناته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد