Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/09/2009 G Issue 13512
السبت 07 شوال 1430   العدد  13512
الدراما السعودية في رمضان.. كوميديا الاستراحات

 

كتب - فهد الشويعر

في الدراما السعودية لدينا مشكلة (عويصة) يستحيل حل عقدتها، وهي بالمناسبة ضمن سلسلة مشاكل تئن منها الدراما المحلية التي تسير سيراً سلحفائياً كخطوة إلى الأمام يوماً ثم تتوقف إن لم تتراجع.هذه المشكلة تكمن في البحث المتواصل عن الكوميديا بشتى الطرق والنهل من معين (الاستراحات) لاقتباس مفردات تقال ليلاً ثم تنتقل إلينا كل رمضان.

جميع الفنانين تقريباً، وأخص (السعوديين)، يرون أنهم كوميديون، ومَن لم يكن كذلك فهو يبحث عن دور هنا أو هناك ليلعبه علينا في وقت نبت الشعر في أفواهنا ونحن ننبه بأننا لم نعد سوى كتاب مفتوح يقرؤه جميع العرب ويضحكون على مسلسلاتنا ونادراً ما يضحكون منها.

وإذا استثنينا مسلسل (طاش ما طاش) الذي تجاوز في جزئه الماضي أخطاء كثيرة وخرج لنا بنضوج كبير فإن البقية راوحت في مناطقها وتراجعت؛ لأن الجميع يبحثون عن قهقهة المشاهد، كماً وليس كيفاً، فكان تهريجاً مبالغاً فيه، ومشاهد لا رائحة لها ولا طعم، وتنافساً كبيراً في نقل ثقافة الاستراحات إلى المشاهدين الذين لم تنطلِ عليهم (مسخرة) البعض وسقوطهم.

انتهى رمضان وعاد الجميع إلى قواعدهم سالمين، وموعدنا رمضان المقبل لتتكرر الأخطاء ويزداد السخط؛ لأننا ننهل من ثقافة لا يستمع الواحد منا فيها إلى أحد، وكل منا يعتقد أنه الوحيد الذي يفهم وغيره لا يعلمون شيئاً، ونؤمن بنظرية المؤامرة، وأن مدح هذا يعني حرباً على ذلك والعكس، وما دامت الاستراحات تحيط بمدننا إحاطة السوار بالمعصم فإن ثقافتها ستكون رائدة للدراما السعودية وسندور في حلقة مفرغة لا نلوي على شيء.لدينا أزمة كتاب ومخرجين وفنانين وربما جماهير، والأدهى من ذلك كله أن لدينا أزمة تقييم في التلفزيونات التي لم تراعِ الصالح من الأعمال وترمي الهابط بل هي تبحث عن كل ما هو سعودي لاصطياد المعلن بعيداً عن القيمة.

نحن لا نتعلم من أخطائنا ولا نعتبر من سقوط الآخرين ونظن أننا امتلكنا زمام الأمور، بل وصل طموحنا باعتقادنا المنافسة، ولم نعلم اليوم أننا مجرد محطة للعبور ستنتهي الحاجة إليها بمجرد أن يفيق الرواد من منامهم وأننا سنقصى من اللعبة تماماً ما لم نستغل الفرصة لنؤسس لقاعدة درامية قوية تستطيع الصمود أمام ولادة الآخرين وعودة أصحاب (المكان).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد