Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/09/2009 G Issue 13512
السبت 07 شوال 1430   العدد  13512
روحانية رمضان في التلفزيون.. فضائح ورقص ولبس لم يحتشم

 

بيروت - فن

انتهى شهر رمضان المبارك وحمل معه الكثير من البرامج التي أتحفت هواءنا وملأته صخباً وكلمات لم نعرف معنى الشهر الفضيل من خلالها. فبعض هذه البرامج الصاخبة كانت مليئة بالتعابير التي لا تمت لرمضان بصلة، وبموسيقى تقلل من قيمة روحانية الغاية من الصوم والتعبّد. والكثيرون استبدلوا صفة رمضان (شهر الصوم والتقوى والتعبّد) إلى شهر (التسلية والفرفشة والسهر والموسيقى). في الماضي كنا نسهر في أحيائنا العامة والفخمة والشعبية على نمط موسيقي واحد وهو (التراويح والأناشيد الدينية والموالد)، وكان قيام الليل بالنسبة للأطفال تهيئة، وبالنسبة للكبار دعاء وصلاة. ونتذكر آخر برنامج أو مسلسل ديني كان له وقعه في الماضي كان على ما أعتقد (لا إله إلا الله) وكان من بطولة جميل راتب وتيسير فهمي، وبعده انتشرت الفضائيات وتغيرت الملامح الإنتاجية للأعمال التلفزيونية، وبدأت المنافسات تحول الكثير من المعاني المفترضة في الشهر الفضيل، فبدل أن نشهد برامج فيها تنافس على زيادة الإيمان والدفع إلى التعبد بدأنا نشهد برامج تتنافس على قضايا اجتماعية وأحياناً عاطفية تكون هي الأكثر إعلاناً من تلك البرامج التي تتحدث عن فتوحات الإسلام، فبين جعفر المنصور والنبي يوسف (عليه السلام) وبين الباطنية وأفراح إبليس رسائل مختلفة وكلها تصب في مصلحة المحطة التي تبثها. وكلما قد نذكر أمر عادي وهي متطلبات إعلامية ولكن أن يتحول برنامج غنائي فضائحي إلى صفة رمضانية فهذا أكبر من معنى الشهر الفضيل. ونقصد بالأمر برنامج (المايسترو) الذي بث يومياً على قناة (أل بي سي) وأهم صفة كان يكتب عنه (برنامج رمضاني)، وأي معنى لرمضان حمله المذيع نيشان وأي رسالة تقوى رمضانية وجهها إلى الناس، وأي حسنة قدم فيه غير مبالغ تتراوح بين 15 و20 ألف دولار للضيف الواحد، وربما زاده قليلاً.

في بيروت سابقاً كانت المسارح تمتلئ بفرق المنشدين والفرق الدينية التي تقدم أعمالها عبر ما تسميه خيم رمضانية، تقدم فيها دروساً عن الشهر الكريم وموشحات بالإضافة إلى تفسيرات لتأويلات تاريخية، ولكنها مع المؤسسات الإعلامية والإنتاجية تحولت هذه الخيم الرمضانية إلى سهرات طربية ومنها سهرات للغناء الإيقاعي والدبكة والرقص. وفاجأني خبر وزع إلى الصحافة في لبنان عن إحياء الفنانة دومنيك حفلة ساهرة صاخبة لمناسبة الشهر الفضيل، وعند إرسال الصور كانت قد نسيت ارتداء الملابس المحتشمة بل اكتفت بثوب للسهرات يكشف مفاتنها في الشهر الكريم.

وليس هذا فحسب بل توزعت الخيم (الرمضانية) في المصايف والمهرجانات (الرمضانية) في المناطق وكلها لمناسبة الشهر الفضيل دون حسيب أو رقيب، وانتشرت العدوى من لبنان إلى العديد من العواصم العربية وبات السهر في رمضان للتسلية وقيام الليل للفرفشة.

علّه في العام المقبل أن تنحسر الموجة خصوصاً أن الشهر الفضيل سيأتي في منتصف شهر أغسطس وأتمنى ألا تكون السهرات الرمضانية على الشواطئ لشدة الحر، وتصير هناك (بيتش بارتي رمضاني).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد