Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/09/2009 G Issue 13512
السبت 07 شوال 1430   العدد  13512
لما هو آت
ما الحب الحقيقي؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

أعجب كيف يحبون الوطن ولا يحبونه..

ويزداد عجبي حين يعتمرون الشالات ملونة بشعارات فرقهم الرياضية ويصخبون بالوطن أخضرَ حين يمثل في منابزة غيره على مساحات الأقدام

تعبث بالكرة..

ويتعمق عجبي حين يرددون في المحافل نشيده وهم يقفون إجلالاً له..

فإن لم يكن الوطن حباً فلمَ يفعلون ذلك؟

وما الحب؟ إن لم يكن نبضة حس بمقدرات الوطن، بسلامته من باب البيت إلى باب الطائرة، والمركبة، والسفينة، والدابة..

فما هذا التراجع في ممارسة الوطن فعلاً لا مسؤولاً في الشوارع والمنافذ والأسواق والشواطئ وحيث تتراكض العربات وتعلو أبواقها، وينخدش حياء المدن برعونة أبنائها..؟

أين الضمير الذاتي في صدور مَن يلهجون الوطن وحبه كأول أبجدية يلثغونها في البيت والمدرسة..

ماذا علمهم المربون عن قيم الولاء والحب والفعل؟

ما الذي تقرأونه عن سلوك جيلكم المنفلت خارج دُوركم حين لا يكون للوطن منهم إلا ما يجرح الحب فيه..؟

في يوم الوطن اخرجوا للشوارع واقرأوا سلوك هذا الجيل..

وفي يوم الرياضة افعلوا المثل..

لكن، ما الذي يفعلونه يوم يقوم مصنع أو تضاف قافلة جو، أو تنهض في منطقة ما جامعة، أو مركز بحث، أو مشفى مختص, أو يظهر عالم أو مبدع أو مفكر؟

لماذا يكون الاحتفاء منهم بالوطن سالباً على أية حال؟

ألا تحتاج هذه الظاهرة إلى تفكر وتدبر وفعل؟

مَن سيكبح هذا النزق ويشذب هذا الخلق، ويبعث قيم الوطن حية في ضمائرهم..؟

في هذا اليوم الوطني الذي مر قبل أيام كان المحب الأول الفاعل في حب الوطن هو قائد هذا الوطن.. حين بصم حبه للملأ على صفحة تاريخ حركة تطور الوطن بنشأة جامعة تحمل اسمه، بل تعبر عن مفهومه لحب الوطن..

فعلموهم من هذا الدرس كيف يكون حب الوطن عملياً لا حركة صخب أو سلوك استهتار مفرغ من القيم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد