Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/09/2009 G Issue 13512
السبت 07 شوال 1430   العدد  13512
الذين يعطون المتسولين يضرونهم من حيث يريدون نفعهم

 

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -وفقه الله-..

تحية طيبة.. وبعد:

اطلعت على ما نشر في صحيفتكم الغراء عن ظاهرة التسول والمتسولين وآثارها السيئة بعنوان: (التسول ظاهرة خطيرة وخصوصاً في رمضان) يوم الخميس الموافق 6-9-1430هـ وإننا نقدم جزيل الشكر والامتنان لوسائل الإعلام عامة والجزيرة خاصة لعرض مثل هذه الظواهر الاجتماعية ومناقشتها من خلال البرامج التوعوية، والمقالات الهادفة التي تحذر المجتمع من هذه الأمراض الاجتماعية كالتسول والبطالة والمخدرات ورفقاء السوء، وغيرها من السلوكيات السيئة والتي قد تنتشر بين الأفراد، وتضر بالمجتمع.

وإن التسول ظاهرة اجتماعية حرمها الدين الإسلامي على كل مسلم قادر على العمل، فقال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الناس تكثراً، فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر) وهي سلوك اجتماعي سيئ، بل مرض اجتماعي خطير له عواقب وخيمة، حيث ينشر البطالة والصفات السيئة بين أفراد المجتمع، وإن الدين الإسلامي عندما حرم المسألة فتح أبواب العمل، وحث على العمل الشريف والكسب الطيب، لكي يحفظ الإنسان نفسه من الفقر والعوز، وألا يذل الإنسان نفسه لمسألة الناس، كما قال الصادق المصدوق: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه).

ونحن نرى أكثر المتسولين غير سعوديين، ولا ينتمون إلى بلادنا، وقد وفدوا إلى مملكتنا الغالية بحجة العمل أو غيره، وقد احترفوا ظاهرة التسول لاستعطاف قلوب الناس، وابتزاز أموالهم، والكثير منهم قادر على العمل، وليس بهم عاهات ولا إعاقات ينتشرون بين المساجد، ويتنقلون بين الأسواق والمحلات التجارية في شهر رمضان، ومواسم الأعياد، ويتخذون وسائل مختلفة في كسب المال، ويتسابقون إلى الأماكن التي تدر عليهم الأموال كأبواب المساجد والأماكن المقدسة.

ولكن -من المؤسف حقاً- أن نرى قليلاً من ضعاف النفوس في المجتمع يزاولون التسول، وبذلك فقدوا كرامتهم عندما اتخذوا التسول حرفة لهم، ومدوا أيديهم إلى الناس، ولم يفكروا بالبحث عن مهنة شريفة تحفظهم من المساءلة وذلها، وتجعلهم يعيشون حياة طيبة في المجتمع، والأسوأ من ذلك أن البعض من ذوي الضمائر الميتة التي فقدت الإنسانية والرحمة تستغل الأطفال لا سيما اليتامى والفقراء والمساكين في المساءلة، فيستغلون جهلهم في هذه الحياة، وعدم إدراكهم عواقب الأمور لأغراضها الدنيئة وأطماعها الشخصية، فيوقعونهم في الرذائل ومساوئ الأخلاق، وهذا تدمير لكيان الأطفال وبراءتها.. والتسول ظاهرة سيئة تخلف وراءها السلوكيات الخاطئة، والصفات السيئة، فتجرف معها شباباً إلى المهالك والرذائل، والتي قد تنتشر في المجتمع، وتسيء إلى الدين والوطن لا قدر الله.

وإن هذا التسول من الصور الغريبة التي تنشط كثيراً أمام المساجد، وتزداد في مواسم الأعياد وهي صورة سيئة في حق الوطن والمواطن، ولا تدل على الوعي الحضاري. وإن دولتنا الرشيدة لم تأل جهداً في مكافحة التسول، فأنشأت أجهزة كثيرة في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها لمكافحة التسول، وخصصت رواتب للعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والتي كان لها الأثر الطيب في انحسار هذه الظاهرة.

وأخيراً ينبغي علينا تكاتف الجميع، ومواصلة الجهود تكثيف البرامج التربوية والتوعوية التي تكون سبباً في توعية المجتمع صغاراً وكباراً لمساوئ التسول وغيره من السلوكيات النشاز التي تضر بالدين والوطن والمواطن، والابتعاد عن الشفقة على هؤلاء المتسولين فقد يضرهم الإنسان كثيراً وهو يريد النفع والخير لهم.

عبدالعزيز السلامة - أوثال



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد