أتابع ما ينشر دائماً في (الجزيرة) عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، وتعقيباً على ذلك أقول: اشتهرت محافظة القنفذة بهبوب الرياح على مدار العام، ويرى بعض المواطنين أن محافظتهم تستطيع الاستفادة من تلك الرياح عن طريق الطواحين الهوائية لتوليد الطاقة الكهربائية.
وتعتبر الطواحين الهوائية لتوليد الكهرباء من الوسائل العلمية المستخدمة في بعض بلدان أوروبا، وما أشد حاجة القنفذة إلى طواحين الهواء لتكون مولدة للطاقة وبديلة للتوربينات؛ لأن الرياح في القنفذة تهب بشكل دائم مما يعزز من احتمالات نجاح المشروع الذي يعود بالنفع من الناحية الاقتصادية، كما أن الرياح التي تهب على المحافظة تشمل كل جزء منها من السهل إلى البحر، وتتميز القنفذة أيضاً بوقوعها على البحر الأحمر وقربها من مناخات عدة من المناطق المجاورة.
وبما أن محافظة القنفذة تقع ضمن المنطقة المدارية فإنه يهب عليها نوعان من الرياح، ففي فصل الشتاء هناك الرياح الشمالية الغربية القادمة من البحر الأبيض المتوسط، ويكون ذلك خلال موسم الأمطار، وفي فصل الصيف تهب عليها الرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي وفي بعض الأحيان تتسبب في أمطار.
ويعني ذلك أن المنطقة تشهد رياحاً طوال العام، فالرياح الجنوبية الغربية تستغرق أربعة أشهر، أما الشمالية فتهب ستة أشهر وتشكل تيارات هوائية باردة, وهي مصدر للطاقة، وإضافة إلى ذلك فالرياح في الصيف تكون مثيرة للأتربة والغبار؛ مما يجدد التربة في المناطق الساحلية والجبلية أيضاً.
ولا يزال يوجد في الدول الغربية طواحين للهواء تقوم بتحويل الطاقة الحركية والاستفادة منها لتحويلها إلى طاقة ميكانيكية أو كهربائية، والمهم في الأمر هو مقدار سرعة الرياح، وهل تكون كافية لإدارة عجلات الطواحين، لأن ذلك يحتاج إلى قياس معين؛ فالرياح لا بد أن يكون لها اتجاه واحد فقط إما للشمال وإما للجنوب فإذا توافرت تلك اللوازم تكون الفكرة ناجحة.
ويحتاج مثل هذا المشروع إلى تكلفة هائلة ونحتاج إلى عائد منها أيضاً, والفكرة إذا وجدت كل تلك العوامل تكون مجدية؛ فالمملكة تعتبر من أغنى الدول بالطاقة الشمسية؛ ولذلك فإن مشروع الطاقة الشمسية له جدوى أفضل من الطواحين نظراً إلى عدم كلفتها ومخزونها الأعلى من المخزون الحراري للرياح.
ثم إن هذه العملية تسمى بالوصف العلمي (طاقة الرياح) فالرياح تستخدم لتوليد الطاقة، وهذا الأسلوب من الأساليب الجيدة لأنها صديقة للبيئة، حيث إن توليد الطاقة هنا يتم بدون تأثيرات بيئية ناجمة عنها، ولتطبيق الفكرة لا بد من دراسة مناخية للمنطقة لمعرفة سرعة الرياح واتجاهها ومعرفة درجات الحرارة في تلك المنطقة خلال فصول السنة، لكي نقرر من خلالها مقدار سرعات الرياح في مختلف الفصول والأزمان والمناطق وبعد ذلك يتم تحديد مكان مناسب لإنشاء محطة لاستخدام طاقة الرياح في هذه المنطقة.
عبدالله الرزقي- القنفذة