Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/09/2009 G Issue 13513
الأحد 08 شوال 1430   العدد  13513
لما هو آت
الدلاء تتقاطر..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

حتى فكر الإنسان وهو يفكر في أموره الخاصة يخضع لهندسة ذاتية قوامها مركباته الثقافية والمعرفية والعلمية ومنها خبراته وتجاربه، لذا ينجح من يخطط أموره ويتفكر في خطواتها وتنبلج له خيوطها وهو يهندسها وفق مبداها ومنتهاها, أي بذرها وحصادها أو بلغة المعلمين تخطيطها فتنفيذها فتقويمها بلوغا إلى ناتجها، وعادة من يهندس لكل حركة أداء يصل لقطوفه فلا يعجز عن حصادها,..مثل هذا يحتاج إليه كل من هو مسؤول عن الناشئة، فمن يتمعن في حركة المجتمع من حولنا في أوجه مجالاتها العديدة والشاملة، يجد أنه من الضرورة الالتفات إلى تنشة الجيل الذي سيكون المواجه الأول للأخذ والعطاء مع منتجات هذه الحركة بدءا بسلع الاستهلاك ومرورا بأنماط المستجدات ووصولا إلى العلائق الفكرية الواردة مع دلاء الثقافات والأنماط والمنجزات التي انفتح عليها المجتمع في سرعة متلاحقة لم يتهيأ لها الناس تهيُّأ مدروسا, فأصبحنا بين مَرْجليْن ونار واحدة تضخ في مواقدهما..

تعددت أوجه الازدواجية، وحملت فئة على الأخرى، وتطاول الاتهام بينهما..

ثلة تدعي التقدم والتكيف مع ما تصبه الدلاء، وفئة تتلقى اتهامات التخلف والتقوقع والتقليدية، والسواد الأعظم من متوسطي الخبرات والمعارف يتخبطون ويأخذون بما لا يعرفون.. بينما ثمة أسس لكل مجتمع تقوم على قيم، أولاها حاجة للتقدير هي المرتبطة بالمعتقد، فالفكاك منها نقض للجذور وتيه وضياع..

وما على المنشِّئين إلا وضع أساليب ذات خطط مدروسة مهندسة وفق ما لابد وما يمكن استناداً على ما نملك من قوة الحجة ومرجعية المعتقد، لتقنين الضرورة في شأن الحصاد المستقبلي بحيث لا نتحول لمجتمع يتلقى من الدلاء ما يجعله مغرقاً في مائها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد