Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/09/2009 G Issue 13513
الأحد 08 شوال 1430   العدد  13513
بئس مطية الرجل زعموا!
عبدالعزيز عبدالله الوطبان

 

بئس الصفة الكذب، وبئس من يروج لها، ويفرح بها، وبئس الخصلة الغيبة والنميمة، وتعس عبد الهوى، ومروج الخنا! وأعْظِم بالبهتان من ذنب وخطيئة. وصدق الرسول- صلى الله عليه وسلم- إذ قال (يئس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) نعم أفلح الشيطان ونجح في استغلال العقول المريضة، والنفوس الدنيئة بترويج الإشاعات والبهتان، وما أسعد الشيطان! وهل سعادته إلا في هدم البنيان ونحر الألفة وتفريق الإخوة والخلّان؟ رغم وضوح المحجة، وإقامة الحجة إلا أن فئاما من الناس مازالت تقتات على أعراض إخوانهم، فيزين لهم الشيطان أعمالهم، ويُلبِّس عليهم أفعالهم، فيتزعَّم سفهاءهم، ويُستفتى جُهّالهم! ولاشك أن العقلاء يدركون حجم خطر الإشاعة في نحر وحدة المجتمع وضعضعة أركانه، إلا أنهم يعلمون علم اليقين أن الشجر لا يرمى إلا بثماره، فلم يسلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من عبث السفهاء، وتُرهات الأشقياء، فكيف بمن هم دونهم؟! والوسط الرياضي، ليس بمنأى عن الإشاعة، فبيئته حاضنة، وأرضيته قابلة، والشواهد حاضرة، وأغراضها واضحة! ولكن لو عدنا لكتاب ربنا، وسنة نبينا لعرفنا أن من أهم مقاصد الشريعة وآكدها الحفاظ على أعراض المسلمين والذب عنهم. فيكفي للدلالة على ذلك حرص الإسلام على وأد أسباب الفتن في مهدها، وقطع طريق الخصومة ومسلكها، ومن ذلك قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- (كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّث بكل ماسمع) وقوله (بئس مطية الرجل زعموا) فعلى المرء أن يحفظ لسانه، وألا يطلقه دون إبانة، فقد يتسبب في أن يهوي به في نار جهنم كما ورد في حديث معاذ - رضي الله عنه - (وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم) فالإشاعة لاتخلو من الكذب والغيبة، وهما من الذنوب الكبيرة الموجبة لعقابه، عافانا الله وإياكم. وقد ذكر ابن المقفع في ذلك كلاما لطيفًا للرد على من يدعي أنه مجرد ناقل ليبرئ ساحته حين قال (ولا تقل كما يقول السفهاء، أُخبر بما سمعت فإن الكذب أكثر ما أنت سامع) وماحصل في شهر الصيام والفضل والقرآن من ترويج للبهتان، وإرضاءً للشيطان، وتطاول الأقزام على رمز من رموز الرياضة والإعلام هو من قبيل ماذكرناه، وبيناه، فنقول لهؤلاء، إن القبح والكذب من معدنه لا يُستغرب، ولن نستغرب ماتفوهت به ألسنتكم، وسطرته أقلامكم والتي تستمد حبرها من بؤرالرذيلة، ونعلم أن ماتخفي صدوركم أكبرمن الضغينة، ولن يضر الأستاذ القدير محمد العبدي، مثل هذه الأكاذيب، ولن يتوقف مهما تعددت الحيل والأساليب، هو ماض نحو هدف معين، في خدمة الوطن، مهما اتسع القدح والطعن، وراج الخبث والعطن، وفي الأخير بعد الدعاء لهؤلاء بالهداية،لانقول إلا ماقالته أم المومنين عائشة - رضي الله عنها - (صبر جميل والله المستعان على ماتصفون).

اليوم الوطني ليس يومًا للعبث!

عندما (أرى) مظاهر الاحتفالات غير المنضبطة من لدن شبابنا وهم يعبرون عن فرحتهم باليوم الوطني، وعندما (أقرأ) عن الكم الكبير من التجاوزات المرورية والأخلاقية، وعندما (أسمع) عن الفوضى العارمة التي يسببها هؤلاء الشباب في الأسواق والمجمعات، أتساءل بكل حرقة وألم، لم كل هذا؟! لماذا بات الخروج عن المألوف سمة بارزة لشبابنا وحتى فتياتنا؟ هل ألقي اللوم على الأسرة بعدم تربية أطفالهم على أن يعيشوا العاطفة بصدق ودون حبس لها؛ ليستطيعوا بعد ذلك التعبير عن فرحتهم بشكل متزن ودون إساءة؟! أم ألقي اللوم على التعليم الذي نسمع جعجعته، ولم نرطحنه بعد؟! أم ألقيه على خطابنا غير الواضح، والمتخبط، فمن إقصاء إلى (انبطاح)؟! أم ألقي اللوم على الإعلام (شماعة الكَسِل) الذي يهدم بلحظات ما يبنيه البيت والمدرسة في سنوات؟!

على كُلٍّ دام عزِّك ياوطني.. حتى وإن بخسك حقك بعض أبنائك!

مطايا خط الفتنة

مساكين أولئك القوم الذين تلاعب بهم (....) فأصبحوا كالكرة يتقاذفهم في كل اتجاه، وكيفما يشاء، فقد ضخّم عندهم (الأنا) حتى أصبح ذلك الضميرالمنفصل, ضميرًا متصلا بهم لا ينفك عنهم، ففي كل حلقة يزيد التصاق ذلك الضمير بهم فسوَّغ لهم ذلك الالتصاق ألأّ يروا إلا أنفسهم! فأخشى أن تقول العرب يومًا (أشأم من الأنا)!ولأنه خط فتنة، فقد تجاوز بهم كل خط، حتى الأحمر منه، طالبين الشجاعة، وكأني (....) يصرخ مؤلباً بقية (الجوقة) إنما الشجاعة صبر ساعة، فلم يفرقوا بينها وبين (....)، فأصبحت عليهم حسرة وندامة، فهكذا عندما ترفع رأسها النعامة!

عيد.. يات

* منتديات الكراهية، ومستنقعات الفساد أفسدت بأخبارها الذائقة العامة لمرتاديها، وأزكمت أنوفهم بعطَن رائحتها، فنفروا من الحق، واستمرؤوا الباطل، فلم يعودوا يفرقون بين حامل المسك ونافخ الكير!

*أستغرب من بعضهم حين يقول: إن الهلال أصبح عقدة للفريق النصراوي، صحيح أن النصر لم يفز على الهلال طوال خمس سنوات ماضيات، إلا أن ذلك أمر طبيعي للفارق الكبير بين الفريقين، فلا يمكن أن تُسمى هيمنة الفرق الكبيرة على الأضعف منها بالعقدة، وإن فرضنا جدلًا صحة مفهوم (العقدة) فالهلال عقدة لجميع الفرق، فيكفي أن تعلم أن للهلال اليد الطولى في لقاءاته مع أي فريق سعودي.

*على النجوم الحذر من الانبراشات المتهورة، فقد فقد المنتخب العام الماضي أحمد الفريدي وكاد أن يلحقه أسامة هوساوي!!

*آخر انتصار للنصر على الهلال في الدور الأول كان في عام 1415هـ بنتيجة 2 - 1 لكيندي والمليفي ومحمد لطف، في حين أن آخر انتصار للنصرعلى الهلال كان في عام 1424هـ بهدفي البيشي وماطر وهدف للهلال عبر قاتو سيسيه..

*أفلت الفريق النصراوي من هزيمة تاريخية في مباراة الشباب الماضية، وقد تكون بمثابة الصدمة (الصحية) التي تعيد الفريق إلى واقعه، لعله يحظى بمركز متقدم في الدوري ليشارك آسيوياً.

*نتمنى التوفيق لممثلي الوطن في لقاءاتهم الخليجية والآسيوية..

*يقول المثل (إذا أردت أن تُطاع، فاطلب ما يُستطاع) فمن الحمق والسفه تجاوز مثل هذه الأمثال!!!

قفلة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)



للتواصل:A3_alwatban@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد