Al Jazirah NewsPaper Monday  28/09/2009 G Issue 13514
الأثنين 09 شوال 1430   العدد  13514
من القلب
طموح علمي وإنساني رائع.. وطموح كروي مزدر!!
صالح رضا

 

أستغرب تغريب الوطن في نفوسنا لحقب طويلة ومديدة في الماضي.. فتمر ذكرى توحيد المملكة دون هذا الاتقاد الوطني الذي يغمرنا.. حتى أتى الله بهذا الملك الصالح.. لنمتع النفس بهذا الوطن في يومه الأزهى.. ولنشعر بهذا الوطن الشامخ وبهذا المنجز الاستثنائي الذي أكرم به الله الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ..

** ما أجمل الشعور بالوطن وقيمه وحياته.. التي أعادها لنا الملك عبدالله بعد أن جف مدادها وطويت صحفها.. فللوطنية جذور راسخة في الغرائز والعواطف.. فحب الوطن من الإيمان.. وهذا ما رسخه الملك المؤمن في نفوسنا.. فتغمرنا روح الوطن بانتشاء استثنائي.. فالوطنية الحقة تزداد وفرة بقدر انتشارها بين مواطني الوطن.

** وحيث إننا نتحدث عن الطموح.. فهذا طموح الملك المبني على البحث العلمي.. هذا هو الطموح السوي.. الطموح الأمل.. الطموح المتعقل.. الطموح البناء.. الطموح الخيّر.. الطموح المبني على العلم وأبحاثه لنهضة وتطور كل شؤون البلاد والعباد.. بطموح يتوافق مع واقعها..

** هاهو ملك العلم والعدل والصدق والإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتشح بطموح رزين.. فيقود البلاد إلى خطوات مجيدة على دروب العالم الأول.. وهي خطوات مدروسة بعناية.. ووفق الطموح المثالي والمتعقل والبناء.. وبتوفيق الله تعالى من قبل ومن بعد..

** أما في شأننا الرياضي.. فهناك من يبدأون بالعمل وينتهون بالطموح.. وهناك من يبدأون بالطموح وينتهون بالعمل.. وفي كلتا الحالتين يعتمد (الطموح) على نوع وسمات ذلك الطموح.. فهناك طموح متعقل يصل عادة إلى أفضل النتائج.. وهناك طموح يؤدي حتما إلى الجنوح.. وهذا ما يجب أن نتلاشاه خاصة في شأننا الرياضي...

** نحن لا نزدري الطموح فهو حق مشروع لكل إنسان بل لكل مخلوق.. في كل مكان وزمان.. وإنما قيل (رحم الله امرأعرف قدر نفسه).. فنحن نود أن نصل إلى طموح واقعي.. خاصة فيما يتعلق بالمنتخب الوطني لكرة القدم..

**نحن نعيش في قارة فقيرة كرويا.. رغم أن هناك من يتماحك بوصول المنتخب الكوري إلى المركز الرابع في مونديال 2002.. على الرغم من معرفته ومعرفة المجتمع الكروي العالمي أن الحكم الغندور هو الذي أخرج إسبانيا من أمام كوريا فوصلت للدور الأربعة بخيانة حكم لأمانة التحكيم.. وعندما اشتكته إسبانيا إلى الفيفا أعلن الحكم الغندور اعتزاله حتى يغلق ملف القضية....

** نحن في هذا البلد الشامخ الكبير.. جعلنا الله تعالى من ضمن منظومة عرقية وجغرافية تتبع للقارة الصفراء والتي تتذيل قائمة القارات كرويا.. فكيف لنا الارتقاء إلى المستويات الأفضل والوصول للمستوى الأوروبي.. ونحن مشاركاتنا ومسابقاتنا جلها آسيوية.. فكيف يتأتى لنا التطور الكوري ونحن نعيش طموحا مزريا يفرضه علينا موقعنا الجغرافي رضينا أم أبينا....

** عندما ننظر لبلد مثل تركيا.. الجزء الأكبر منها يتسطح على التراب الآسيوي.. بينما تقع مدينة اسطنبول وضواحيها فقط في الجزء الأوروبي.. وحيث إن منتخباتها وأنديتها جل احتكاكها أوروبي ومسابقاتها أوروبية.. فتحقق طموح الأتراك في منتخب قوي وفي أندية أقوى.. وأصبحت سمعة الكرة التركية تعانق عنان السماء.. بينما لو بقوا في آسيا.. لكان حالهم الكروي ليس ببعيد عنا على الرغم من فارق الإمكانات المادية بيننا وبينهم لصالحنا..

** أيضا الكرة الإفريقية.. ليست ببعيدة عن أوروبا.. هناك قرب جغرافي..إضافة للتكوين البدني للاعبين الأفارقة.. مما جعل اللاعبين الأفارقة عملة مطلوبة وبشدة في القارة العجوز...

** إذن الموقع الجغرافي.. والوسط البيئي هو الذي يحدد الطموح بل ويحققه.. فنحن نتبع القارة الصفراء والتي تعتبر أضعف القارات وأفقرها كرويا.. وكل مشاركات منتخباتنا وأنديتنا تكون مع منتخبات وفرق آسيوية متخلفة كرويا.. فلماذا نغفل هذا العامل الاستراتيجي الهام..

** إن الطموح المبالغ فيه هو أقرب الطرق إلى التلاشي والاضمحلال.. بل قد يصبح الطموح عكس ذلك.. فيصبح حينها طموحا طاغيا ومدمرا على من تبنوه.. فكم من دول - وليست منتخبات أو أندية - زالت وتلاشت أو رجعت خطوات من تطورها إلى الوراء.. لأن طموح مسيريها كان أكبر من واقعها.. فبقليل من تقليب كتب التاريخ المصفرة.. سنجد أن طموح بعض الزعامات..أضر ببلدانها أكثر مما أفادها.. فعلى سبيل المثال لا الحصر.. هتلر وألمانيا.. عبدالناصر ومصر.. صدام والعراق.. القذافي وليبيا.. تيتو ويغوسلافيا.. أتاتورك وتركيا..

** وبالعودة للمنتخب الوطني والكرة السعودية.. لاشك أننا نطمح جميعا إلى حد الكفاح في رقي منتخبنا وكرتنا السعودية.. ولكن الواقع شيء.. والطموح شيء آخر.. وعلينا ألا نبالغ في الطموح.. فنهدم ما تم بناؤه بطموحات طاغية وانفعالية.. فنقص أطرافنا بطموحنا المضلل لنهوي إلى المحذور لاقدر الله.. والله من وراء القصد.

نبضات!!

* الخبر المنتشر كالنار في الهشيم.. بتوزير شخصية رياضية خبر لا صحة له من قريب أو بعيد.. فتلك الشخصية زاهدة في المناصب الأضواء.. وعلى مسئوليتي!!

* موقف الأمير الشهم خالد بن عبدالله من أزمة وفاة ابنة اللاعب ياسر المسيليم وتبرعه له بمبلغ 200 ألف ريال لتسديد مستحقات المستشفى لهو موقف لا يستغرب من أمير الإنسانية!!

* على الأهلاويين الفطنة لما يحاك لناديهم.. وفريقهم الكروي.. فبعد تحويل مسار اللاعب العماني حسن ربيع من الأهلي إلى النصر - وكان ذلك من حظ الأهلي - ثم أتبعه حسين عبدالغني.. والآن أتى الدور على وليد عبدربه بعد أن أصبح على مسافة شهور من انتهاء عقده والتحاقه بالنصر حيث إن النصر في أمس الحاجة للاعب مثل عبدربه يكون بجانب البرازيلي أيدير.. فأين الفطنة وهي من مكونات الحكمة التي اشتهر بها الأهلاويون ورجاله منذ سنين وأحقاب.. فقط تحتاج إلى إزالة الغشاوة.. لتتضح الأمور الصارخة الوضوح!!

* نتائج الأسبوع بفوز الهلال على الوحدة وفوز الشباب على النصر وتعادل نجران والقادسية جميعها نتائج طبيعية وأيضا فوز الأهلي على الاتفاق والفتح والحزم تعادل.. أيضا نتائج متوقعة..

* أجزم يقينا إن الشباب سيقوده هجومه المرعب لبطولة الدوري..أيضا كان الشباب أكثر استحقاقا من زميله الاتحاد في التمثيل الآسيوي..إنما حكم مباراتهما في البطولة الآسيوية كان له رأي آخر!!

* في اللقاء القادم بين النصر والهلال..أؤكد أن الأول مرشح بالفوز أكثر من الثاني.. فالأجواء التفاؤلية الهلالية لا أرى لها ما يسندها على أرض واقع الفريقين.. والله أعلم!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد