Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/09/2009 G Issue 13515
الثلاثاء 10 شوال 1430   العدد  13515
الواسطة.. مستر كي!

 

اطلعت على كاريكاتير هاجد ليوم السبت السابع من شهر شوال، وكان يصور فاعلية الواسطة برجل يحمل مفتاح (مستر كي) والجميع يعرف قدرة هذا المفتاح على فتح الأبواب المغلقة والمؤصدة!!

لا يمكن لأي إنسان أن ينكر وجود الواسطة في أي مجتمع من المجتمعات سواء في قديم الزمن أو حديثه، وكذلك يجب الاعتراف بوجودها في كافة القطاعات والمؤسسات وبدون مبالغة ولكنها تظهر وتتفشى في قطاع وتقل في آخر، والواقع المشاهد أقرب دليل على ذلك، فمن راجع أحد القطاعات أياً كانت أو المؤسسات فإنه يتفاجأ بسلسلة معوقات ومتطلبات لا تنتهي؟! حتى لو كانت تلك الحاجات من ضروريات الحياة كالحالات الإنسانية مثلاً، ودائماً ما يقابل بالرفض أو التأجيل ما لم يكن لدى صاحبها (مستر كي) أو (فيتامين واو) اختلفت الأسماء والمسمى واحد!!

ولعلي هنا أذكر بعضاً مما رأيته عن الواسطة:

- الواسطة حينما تكون في أمر فيه مساعدة لإنسان محتاج ولا يستطيع قضاء حاجته بنفسه فأظن أنه لا بأس بمساعدته والشفاعة له حتى تنقضي حاجته.. ونحتسب له الأجر من الله.

- الواسطة حينما تكون في أمر يستطيع صاحب الشأن إيصال حاجته للمسؤول وجميع المتطلبات متوفرة ولكنه يصطدم بمعوقات تمنع من إتمام طلبه ومأموله علماً أن تلك المعوقات على حسب مزاج المسؤول إن شاء ألزم العمل بموجبها وإن شاء غض الطرف عن ذلك!! وهنا السؤال لهذا الموظف المؤتَمن لماذا تقف حجر عثرة أمام هذا الإنسان الضعيف والذي ليس له حول ولا قوة وفي المقابل تسهل الأمور وتفرش الأرض بالورود لصاحب المال والجاه!! لا الدين ولا العقل يرضيان بهذا العمل.

- الواسطة حينما تكون في أمر فيه تغليب شخص على آخر علماً أن هذا الآخر هو الأجدر والأكفأ ولكنه وليس لديه واسطة أو أنه يفتقد أسلوب التملق وكيل المديح والثناء لمن بيده الأمر فبسبب ذلك يتم إقصاؤه وإبعاده وبالتالي يتقوقع في مكانه، وغيره يسابق الزمن في حصد الحوافز والعلاوات!! كثيرة هي الأمثلة على الواسطة ولكن يجب علينا أن نحذر منها حينما تتسبب في أخذ حق إنسان أو تفضيل إنسان على آخر بغير وجه حق، فهذا من الظلم الذي يحذرنا ديننا منه.

لذا فإن عجز المؤسسات عن تقديم الخدمات المنوطة بها وتقصيرها، قد دفع البعض إلى البحث عن واسطة لتسهيل الحصول على بعض الخدمات، كما أن البعض قد اعتاد الحصول على خدمات هو في الواقع لا يستحقها، ولا شك أن تكاسل بعض الموظفين من رؤساء ومرؤوسين وإهمالهم وتقصيرهم في أداء المهام الوظيفية الموكلة لهم قد ساعد في انتشار هذه الظاهرة.وثقتنا بالله سبحانه كبيرة لذلك يلزمنا فتح باب التفاؤل والسعي لغلق أبواب الواسطة رغم اتساعها وكثرة مفاتحها وأسمائها لندفع معاً بعجلة التنمية والتطور والازدهار لأجمل وأحلى وطن.

محمد عثمان الضويحي


Mod330@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد