سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك رعاه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:

إشارة إلى ما كتبته الأخت سمر المقرن في جريدة الجزيرة العدد 13481 يوم الأربعاء الموافق الخامس من شهر رمضان المبارك 1430هـ في زاوية مطر الكلمات تحت عنوان (رسولنا والعنف ضد المرأة) والذي أشارت فيه إلى قضية العنف ضد المرأة رغم وجود الهيئات والجمعيات الحقوقية ولجنة العنف الأسري والتي أكدت بأن المرأة لازالت تعاني من هذا العنف حتى في المناطق المتطورة والأحياء المتمدنة وتتساءل كيف رفع الظلم عن النساء والأطفال اللائي يلاقين عنفاً جسدياً من قبل بعض الذكور واستعرضت بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن والمقال طويل أكدت من خلاله عدم الاستسلام والخضوع لهذا الوضع غير الطبيعي وشددت على ضرورة التوعية بكل الوسائل الممكنة واقترحت أن تعمل هيئة حقوق الإنسان على رسم خطة إعلامية متكاملة لتوجيه رسالة واضحة للآباء توضح إحصائيات دقيقة بحالات الانتحار عند النساء التي لا تقارن بحالات الانتحار عند الرجال.

إن ما طرحته الأخت العزيزة (سمر) أفكار جميلة ومقترحات في غاية الأهمية وأنا هنا من خلال عزيزتي الجزيرة أؤيد هذا الطرح وأتمنى من وسائل إعلامنا العزيزة أن تساهم في نشر الوعي والتأكيد على مكانة المرأة التي منحها لها ديننا الحنيف ولا أنكر بأن هذا الموضوع حفزني للمشاركة فأهميته تتطلب من الجميع أن يساهموا به بمقترحات، بتجارب شخصية، بكل ما يساعد في الوقوف ضد جميع أشكال العنف فالعنف الأسري له أنواع عديدة منها العنف الأسري ضد المرأة والعنف الأسري ضد الأطفال والعنف الأسري ضد المسنين وأعتقد أنه انتشر بشكل ملفت في الآونة الأخيرة مع انتشار الفضائيات والإنترنت وهذا بلاشك له تأثير على استقرار المجتمع وتكوينه ويسرني من خلالكم أن أقدم بعض المقترحات لعلاج هذا العنف الذي أصبح يمثل خطراً على مجتمعنا المحافظ وهي تتمثل بما يلي:

1 - نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتزويدهم بمعلومات صحيحة حول مدى انتشار العنف الأسري ودوافعه وسبل التعامل مع مرتكبيه وإيضاح كيفية تحكم الفرد في تصرفاته العنيفة وكيفية تجنب المواقف الصعبة بطريقة سليمة وأن تستغل جميع وسائل الإعلام المتاحة ويتم تضمين أحد برامجها مقاطع حوارية هادفة لمعالجة مثل هذه الأمور.

2 - التأكيد على الآباء والأمهات بتنشئة أبنائهم التنشئة الدينية الصحيحة واتباع سنة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام والاقتداء بسيرته العطرة لاسيما في تعامله مع أهل بيته.

3 - محاولة تصحيح العادات والتقاليد التي لا تزال هي المتحكم في معظم تصرفاتنا حيث بمقتضاها نجد التسلط والعنف والتزويج بالإكراه والإنحياز للذكور على حساب الإناث وهذا التسلط يختلف وفقاً لمستوى ثقافة الأسرة.

4 - العمل بشكل تدريجي من استخدام العقاب البدني للأطفال ونحاول قدر الإمكان الوصول إلى طرق أخرى للعقاب بدلا من الضرب كالحرمان من الأمور التي يرغبها الطفل على أن لا تكون من الأمور الأساسية.

5 - أن يكون هناك مؤسسة أودار متخصصة لرعاية هذه الفئة المعنفة يتوفر بها الإخصائيون الاجتماعيون والنفسيون ويكون دورها الوسيط بين المعنف وأسرته لايجاد الاستقرار المطلوب مع توفير قناة اتصال حتى لو كانت سرية تحت مظلة رسمية.

6 - وضع قوانين رادعة تتضمن التأكيد على الحق الخاص والعام وتعريف النساء والأطفال بحقوقهم وكيفية اللجوء إلى الحماية إذا تعرضوا لأي عنف أسري.

7 - محاولة إبعاد الأطفال قدر الاستطاعة عن مشاهدة العنف المعروض في الفضائيات وبعض الألعاب الإلكترونية.

8 - نحاول قدر الاستطاعة أن نبتعد عن كل الضغوطات التي تتسبب في لجوئنا للعنف وأن نخلق جواً أسرياً سليماً قائماً على المحبة والحوار الهادئ البعيد عن التشنج.