Al Jazirah NewsPaper Friday  02/10/2009 G Issue 13518
الجمعة 13 شوال 1430   العدد  13518

أخو الجهالة في الشقاوة ينعم!
حسن اليمني

 

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذا البيت من إحدى قصائد أبي الطيب المتنبي الغنية بالحكمة والمنطق ويتماثل معه في الحكمة والمنطق بيت آخر يقول:

العلم يرفع بيوتا لا عماد لها

والجهل يهدم بيوت العز والشرف

وإذا كان ابتعاث فتياتنا للدراسة في الخارج جاء تلبية لحاجة الوطن ومطالب المواطنين الذين أشقاهم الطموح وطلب العلا فقد سُهل الأمر بالموافقة على تحمل كلفة المرافق (المحرم) من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي استقدم الخارج إلى الداخل قبل أيام بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ليظهر بيننا من يستأنس الغوص والانغماس في الشقاء باعتبار إمكانية الاختلاط في هذه الجامعة أو المنارة .

وكأن الاختلاط في الجامعات الأجنبية في الخارج قد انتهى بوجود المحرم مع إن هذه الجامعة قد جاءت إليه أي المحرم وأهله وقبيلته وشعبه بمناخ وطقس وتضاريس الوطن ذاته وحلت معه في وطنه فهل هناك إشكال أو مشكل؟

لا ولكن كل مستجد فيما يبدو يحتاج إلى إرهاصات وتنغيصات وتأويلات وحتى استذكاء وقد يكون كل ذلك شقاء غير مبرر لذي عقل لولا أن الجهالة في الشقاوة تنعم وتسعد ...

وإذا كان العلم يرفع بيوتا لا عماد لها فإن توجه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- نحو العلم إنما هو بمثابة بناء مصحّة لأصحاب الجهل والعقول الشقية لتلقيحها بمضادات حضارية لأنفونزا الرهبة من المستجدات أو نعم الله التي لم تحظ بها عهود أو عصور سابقة هدم فيها الجهل والظلام بيوت العز والشرف حتى ما كدنا بالكاد نستفيق باستقلال أقطارنا العربية إلا وقد ورثنا احتلالين في قرن واحد نتيجة الرهبة من نور العلم الساطع وكأننا أمّة استأنست ظلام الجهل و نعيم شقاوته حتى لا ترى معاول الهدم.

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد