تقع المملكة العربية السعودية في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا حيث يحدها غربا البحر الأحمر، وشرقا الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، وشمالا دولة الكويت وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية، وجنوبا جمهورية اليمن وسلطنة عمان.
وتبلغ مساحة المملكة العربية السعودية أربعة أخماس شبه جزيرة العرب بمساحة تقدر بأكثر من (2.250) مليون.
وتشير أحدث التقديرات الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة في المملكة إلى ان إجمالي سكان المملكة العربية السعودية بلغ نحو (23.37) مليون نسمة تعداد (2002م).
وأن الحكم في المملكة مستمد في سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما نصت على ان الحكم في المملكة يقام على أساس العدل والشورى والمساواة الذي أساسه وقوامه الأسرة التي ترعاها الدولة، وحرص الحكومة السعودية على تقوية أواصر الأخوة والتعاون على البر والتقوى والتكافل بين أفراد المجتمع، وعلى تعزيز الوحدة الوطنية وضرورة قيام الدولة بمنع كل من يؤدي إلى الفرقة والفتنة والانقسام. وركزت حكومة خادم الحرمين الشريفين في قمة اولوياتها على التعليم وهدفه الاسمى المتمثل في غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وإكسابهم المعارف والمهارات التي تهيئهم للاسهام النافع في بناء مجتمعهم وغرس حب الوطن والاعتزاز بتاريخه وأمجاده.
وإذا كانت الطفرة الأولى طفرة تأسيس لصروح علمية واقتصادية، وبعض البنى التحتية الأساسية فإن المرحلة الحالية والمستقبلية هي مرحلة العلم والتعليم بالدرجة الأولى، العلم الذي تمثله صروح محددة الأهداف، متخصصة المهام، يصب منتجها على المدى البعيد في أوردة دولة العلم الحديث الذي تفوق أهميته أي مصدر آخر من مصادر الثروة.
وسجل يوم 23 من سبتمبر من عام 2009م حدثين تاريخين مهمين للمملكة العربية السعودية، أولهما يومها الوطني الذي تحتفل به بمناسبة توحيد شتاتها في دولة حضارية متقدمة على يد المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - والحدث الثاني افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بحضور عدد كبير من زعماء العالم من ملوك ورؤساء وممثلين لهم وضيوف المملكة حيث توافد إلى (ثول) لحضور الافتتاح فقد وصل الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد والملك الاردني عبدالله الثاني والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وغيرهم الكثيرون..
وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في تدشينه للجامعة قائلا: (ان جامعة الملك عبدالله لن تبدأ من الصفر، بل هي استمرار لإنجازات وتميز الحضارة الاسلامية دورا متميزا في خدمة الإنسانية ولعلماء الإسلام ادوارا كبرى).
وعلق رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على امكانيات الجامعة البرفيسور (تشون فونغ شية): (ان الجامعة بذلت اقصى جهودها لجذب افضل العقول بصرف النظر عن مسألة الجنس، وهو ما أكدت عليه الاستاذة بالجامعة نيفين الخشاب حين قالت انها قبلت العمل في الجامعة بعدما وفرت لها أفضل موارد الإبداع، مشيرة إلى ان الحديث عن المرأة والرجل في العلم من الامور غير المنطقية).
وقد تحدث العالم اجمع عن جامعة الملك عبدالله ونقلت تقريبا جميع وسائل الإعلام العالمية حفلة الافتتاح وفيها تحدث عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والفنية والرياضية ورجال التربية والتعليم.
وفي تصريح لسفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن الذي نشرته مجلة (يو.اس.-عرب تريدلاند) في عددها الخاص عن الجامعة قال السفير عادل الجبير: (إن الجامعة لها خصوصية تتمثل في انطلاقها من رؤية ثاقبة لخادم الحرمين الشريفين المتمثلة في الانفتاح على العالم في سبيل رقي البشرية). وحول الآثار الإيجابية المتوقعة بعد إطلاق أبحاث جامعة الملك عبدالله صرح سعادة السفير الامريكي في المملكة الاستاذ جيمس سميث قائلا: (ان قيام جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وبما لديها من كفاءات وقدرات يشكل تحديا حقيقيا للجامعات الاخرى في العالم عموما والمملكة خصوصا).
وصرح رئيس مجلس الغرف التجارية الأمريكية العربية الأستاذ ديفيد حمود في العدد المخصص للجامعة من مجلة (يو.اس.ارب- تريدلاند) قائلا: (إدراكا لأهمية التجارة العالمية والحاجة إلى ان تكون المملكة العربية السعودية قادرة على المنافسة، وتكون قادرة إلى ردم الهوة بين الشرق الاوسط وبقية دول العالم وبالأخص أوروبا والولايات المتحدة من خلال خلق المزيد من الفرص للشركات العالمية للمشاركة في السوق السعودي.. واختتم رئيس مجلس الغرف التجارية الأمريكية العربية عن تأسيس الجامعة قائلا: (مع تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هو وضع الأساس لمزيد من سياسات اقتصادية مستدامة، فضلا عن تعزيز الاستثمار وخلق فرص عمل للشباب السعودي المتعلم).
كلمة أخيرة أقولها من كل أعماق قلبي لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين: الله يحميك ويوفقك لتسعد شعبك وتنقله إلى قمة النجاح... آمين يا رب العالمين....!!!!!
*farlimit@farlimit.com - الرياض