تطل علينا في الأول من الميزان من كل عام ذكرى مناسبة غالية تملأ القلب فرحاً والروح فخراً والنفس زهواً وجوراً, إنه اليوم الوطني لبلادنا الغالية الذي نحتفل به من كل عام ليكون وقفة وطنية نجدد فيها الالتفاف والاصطفاف حول القائد الغالي والوطن العزيز مجددين الولاء لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً.
وإذا كان اليوم الوطني للمملكة لهذا العام هو التاسع والسبعون فإنه في حقيقة الأمر أنه ليس اليوم الوطني بموعده وتاريخه، ففي كل يوم تشرق فيه الشمس على أرجاء بلادي وهي تنعم بالعزة والمنعة والتقدم والتطور في ظل هذه القيادة الحكيمة إنما هو يوم للوطن وبلادنا تنعم بخيرات مناسبات غالية هذا العام لعل أولها يتزامن مع عيد الفطر السعيد ليكون لنا عيدان بعد أن منَّ الله على الجميع بالصيام والقيام ولله الحمد أما المناسبة الثانية فهي عزيزة على قلب كل سعودي أن سلم الله عز وجل أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من يد الغدر والعدوان, الذي كان ولا يزال عين الوطن الساهرة لدحر كيد تلك الفئة الضالة التي تضمر لهذه البلاد الطيبة وأهلها الشر والأذى والعدوان ليقدم لكل مواطن على ثرى هذه الأرض النموذج الأمثل في التضحية والفداء وحب الوطن فجابه الشر بنفسه وروحه قبل جسده فنصر الله سبحانه وتعالى ورد كيد الغادرين إلى نحورهم ليسلم لنا ولوطنه المحبوب.
وإذا كان اليوم الوطني للمملكة فرصة للوقوف مع الوطن ومراجعة المنجز من أجل أبنائه نجد أننا ونحن في غمرة الاحتفاء بالوطن نحتفل مع قائدنا الغالي الملك عبد الله بن عبد العزيز أيضاً بواحدٍ من منجزات الخير التي تزخر بها بلادنا والتي أيضاً تتزامن مع هذه الأيام المباركة ألا وهي افتتاح درة العقد في منظومة الجامعات السعودية ولتشكل إلى تلك الجامعات المنتشرة على طول الوطن وعرضه منجزاً حضارياً كبيراً تتباهى به الدنيا بأكملها ولتكون لبنة في صرح الوطن العزيز لتجعله يقف متسامحاً عالي الهامة بين أمم وشعوب العالم وليضاهي أرقى المؤسسات التعليمية والأكاديمية المتقدمة تقنياً وعالمياً، فهنيئاً لمليكنا هذا الإنجاز ولبلادنا هذا الصرح ولمواطننا هذه القيادة الرشيدة التي لا تألو جهداً في بذل كل ما تستطيع من أجل الوطن والمواطن منطلقة في نهجها من شرع الله القويم وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. ولعل من نافلة القول إن التنمية الشاملة التي يعيشها وطننا الحبيب لا تتوقف عند مجال دون آخر فإذا تحولنا بالحديث إلى الجانب الصحي نجد أن هناك الكثير مما تحقق ويشار إليه بالبنان لعل من أبرزها وأحدثها إقرار الإستراتيجية الصحية للمملكة التي حظيت مؤخراً بالمباركة السامية لخادم الحرمين الشريفين لندخل حيز التنفيذ ولتشكل المفتاح نحو أرقى الخدمات الصحية ناهيك عن الإنجازات الطبية التي تحققت خلال العالم الحالي، ومن أهمها تواصل نجاح المملكة في عمليات فصل التوائم السيامية بقيادة واحدٍ من أبرع أطباء هذا البلد الطاهر الذي يتسنم قمة البناء الصحي في المملكة انه معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة والذي يحق لنا كأطباء ومواطنين أن نفخر به ونفاخر ولعل تسلمه منصب المسؤول الأول عن الصحة في المملكة جاء دليلاً على ما توليه القيادة الرشيدة من عناية فائقة في اختيار الرجل المناسب في الموقع المناسب، فنسأل الله تبارك وتعالى لمعاليه المزيد من التوفيق.
ولا أعتقد أنني استطيع ألم بكل منجزات وطننا الغالي خلال سطور قليلة ولو حرصت لاحتجت إلى الكثير من الوقت لسردها ولكن ما يمكنني أن أؤكده هو أن كل يوم يمر على هذا الوطن العزيز في ظل القيادة الحكيمة يشهد المزيد من الإنجاز هو يوم وطني لكل سعودي، فهنيئاً لنا بهذا الوطن وهنيئاً لنا هذه القيادة أدمها الله وكفانا وكفى وطننا كل شر وسوء ومكروه أنه سميع مجيب.
د. محمد المتعب
استشاري طب وجراحة العيون المدير العام بمركز ابن رشد التخصصي