Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/10/2009 G Issue 13520
الأحد 15 شوال 1430   العدد  13520
في الوقت الأصلي
مبروك يا آسيا
محمد الشهري

 

يُحكى أنه في الزمن الصعب القديم كانت إحدى العشائر قد سنّت بروتوكولاً صارماً يقضي بأن تكون مهمة الضيافة دورية.. أي أنه عندما يقدم الضيف إلى العشيرة يكون الشخص الذي عليه دور القيام بواجبه وضيافته نيابة عن العشيرة معلوم ومحدد سلفاً.

** وكان من بين أفراد العشيرة رجل (حقير) إذا بلغه الدور أخذ في الولولة والصراخ رافضاً القيام بدوره.. مما يضطر باقي رجال العشيرة إلى تلقينه علقة ساخنة مع ما يتيسر من إهانات هو أهل لها، ومن ثم تكليف آخر للقيام بالمهمة على حساب الأول، وبذلك لا هو تجمل ولا هو سلم، وهكذا أضحت المسألة عادة متبعة للتعامل معه كلما بلغه الدور.

** هكذا بدت أمور من يعنيهم الأمر بالاتحاد الآسيوي بعد أن تم تتويج الهلال بلقبه المستحق من قبل الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء.

** ذلك أنه كان بإمكان اتحادنا القاري أن يجنب نفسه مغبة الوقوع في مثل هذا المأزق من خلال التعامل بذات الكيفية الراقية والحضارية التي اتبعتها باقي الاتحادات القارية في حينه، بعيداً عن كونه يؤول لهذا أو ذاك من الأندية الآسيوية طالما أن ثمة معايير متبعة بدلاً من الهروب والتواري خلف المبررات الهلامية (؟!).

** ولأن الحق أبلج والباطل لجلج.. ولأن الهلاليين أصحاب نوايا حسنة (إن شاء الله) وهذا ظني بهم.. فقد أنصفهم من هو أرقى شأنا وأعلى قامة وقيمة.

** وهذا لعمري هو الشرف الذي لا يضاهيه شرف، وهو ما يرفع قدر المنجز ويمنحه أعلى الصفات والسمات.

** لقد عانى هذا العملاق كثيراً من الدسائس ومن التدابير الكيدية داخلياً وخارجياً، وسلبت منه الكثير من الحقوق عياناً بياناً استجابة لدعاوى وأكاذيب اختلقها وروج لها الفاشلون والذين في قلوبهم مرض.. بعد أن عجزوا وأعياهم اللهث خلفه واللحاق بركبه، وبعد أن نخر اليأس والحقد وجدانهم، ونسى هؤلاء أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله كما جاء في محكم التنزيل.

** وعندما نزف التبريكات والتهاني للقارة الكبرى بهذه المناسبة الكبيرة، فليس فقط لأنه تم إعادة اعتبارها لها من خلال تتويج الهلال وبالتالي تتويجها بالهلال.. وإنما لأن أعلى سلطة رياضية كونية قد أنصفت القارة عندما أنقذتها وانتشلتها من مهانة التخلف الذي مارسه اتحادها ممثلاً بإصراره على عدم مواكبة باقي اتحادات قارات الدنيا، فقط لأن المنجز سعودي، وصاحب المنجز هو الهلال(؟!!).

** تهنئة بحجم الإنجاز لكل الوطن وقياداته ولكل مواطن شريف أسعده هذا الإنجاز.

** وتهنئة خاصة لمؤسس الصرح العملاق الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، والتهنئة موصولة لوجه الخير الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ولكل من سكن حب الزعيم في وجدانه.

** بالمناسبة: شكراً للسيد محمد بن همام على أن عوض كل المواقف السابقة بموقفه المشرف الأخير، وهذا هو دأب الكبار عادة.

(روح بلّط البحر)

** رغم أنني لا أميل كثيراً إلى استخدام الكثير من العبارات أمثال تلك الواردة في العنوان أعلاه.. لولا أن الأطراف المعنية بالأمر تستدعي النزول أحياناً إلى مستواها لعل وعسى أن تفهم وإن كنت أشك في ذلك على رأي المثل الشعبي الذي يقول: (علّم في المتبلّم يصبح ناسي).

** لذلك أقول: (روح بلّط البحر) لكل من سعى بجهده أو بماله أو بنفوذه للحيلولة دون حصول الهلال على حقه الشرعي في لقب نادي القرن الآسيوي.

** وأقولها لكل قلم (تايواني) (رخيص) لا يعرف من حقوق وواجبات المواطنة الحقة إلاّ ما يتمشى مع لون ناديه.. وخصوصاً أولئك الذين دلقوا الكثير من المداد سعياً لتضليل أشباههم وأقرانهم من الدهماء والغوغاء حول عدم إمكانية حصول نادي الهلال (السعودي) على لقبه المستحق.

** ثم أقولها (بالفم المليان) لكل متقوقع داخل صفراويته ولم تعد لديه القدرة على استيعاب حقيقة أن أي منجز يتحقق عن طريق أي من الأندية السعودية.. إنما هو إنجاز للوطن وللكرة السعودية بوجه عام.

** أخيراً أقولها لكل من نزل الخبر على رأسه كالصاعقة.. وأي من هؤلاء لم يعجبه تبليط البحر فلا بأس من إرشاده إلى أنهم يمدحون التبليط في الربع الخالي.

(على أهلها جنت براقش)

** عندما يجتمع الحمق مع الغطرسة الفارغة، والمكابرة الزائفة مع التطاول على القمم.. فمن الطبيعي جداً أن يكون النتاج (وقاحة) تفضي بصاحبها إلى حيث يليق به أن يكون.

** كذلك فإن من آدابنا - كعرب - أن الرجل الذي لا يحترم الآخرين ولا يحترم مجلسه بين الرجال.. لا بد من أن تلفظه وتنبذه كل المجالس.

** هكذا كان مصير القناة إياها ببضاعتها الفاسدة وتوجهاتها الرديئة (اللهم لا شماتة).

** منتهى القبح أن يتم التباكي على حال أولئك الذين سيتوقف الصرف عنهم على خلفية القرار حسب زعم خماسي النكبة.. ولم يسألوا أنفسهم من هو المسؤول الأول والأخير عن جرهم إلى هذا المنحنى الذي يتباكون عليه، ومن هو الذي غامر وقامر بهم وبمصادر رزقهم تحت تأثير الأهواء والأساليب الإدارية غير الأمينة.. أما رمي الأسباب على الآخرين فهذا منتهى الجبن.. وبذلك تنطبق عليهم مقولة: (على أهلها جنت براقش) بحذافيرها.

الشيء من معدنه لا يُستغرب

** من أول موسم رياضي عرفنا فيه حسين عبدالغني كلاعب وإلى يومنا هذا.. لم ينفك عن ممارسة تصرفاته القبيحة التي جعلت منه أشهر لاعب سعودي ينال البطاقات الملونة كأعلى نسبة.. ناهيكم عن سلسلة من القضايا والأحداث الدامية والمزرية التي دأب على افتعالها وخروجه منها بأكبر الأضرار الجسدية والمعنوية.. هذه الممارسات التي يتضح بأنها تنمو معه كلما تقدم به السن، بعكس السائد والمألوف.. إذ يفترض أن يكسبه التقادم في العمر الكثير من مقومات النضج والتخلص من بعض العادات السيئة التي التصقت به والتصق بها إلى درجة أضحى من المستغرب انتهاء أي مباراة يشارك فيها دون أن يضع بصمته التي اشتهر بها بين أقرانه (؟!).

** أسألكم بالله ما هي مصلحة أحمد الفريدي من التجني على حسين صاحب التاريخ الطويل العريض في اقتراف التجاوزات التي لم يسلم منها أحد(؟!).

** كما أسأل أولئك الذين يجيدون اللعب بالبيضة والحجر في مثل هذه المواقف.. هل الناس على الدرجة التي تحاولون وضعهم فيها من السذاجة وبالتالي انتظار اعتراف الأخ حسين بفعلته مع الفريدي هكذا بكل بساطة، وهو الذي تمرس على إنكار الكثير من أفعاله التي يرتكبها أمام الملأ، وصدق من قال: (أبو طبيع ما يجوز عن طبعه)؟!!.

حلقة

** عندما يتصور الكاتب أنه أذكى الأذكياء، وأنه الوحيد المالك لناصية المعرفة وبناءً عليه فما على الآخرين سوى الانصياع والتسليم بسلامة منطقه.. يكون بذلك أغبى الأغبياء، وأن أنسب مكان لاحتواء رؤاه وأفكاره هو سلة المهملات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد