أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أنها أطلقت مشروع تعريب التعليم في الوطن العربي، وذلك في إطار تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة الذي اعتمدته قمة دمشق مارس 2008وأوكلت قمة الدوحة مارس 2009 مهمة تنفيذه إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وسيتناول الاجتماع على مدى أربعة أيام موضوعات حول مشروع تعريب التعليم، ومشروع ترجمة العلوم والتقنيات الحديثة والمحتوى العربي على الشبكة، حيث ستتم معالجة هذه الموضوعات وتعميم هياكل المشروعات وآليات تنفيذها ووضعها بعد إنجازها تحت تصرف المعنيين بشأن اللغة العربية وتعليمها وطرائق تدريسها، ووفقاً لبيان صادر عن المنظمة فإن هذه المشروعات والبرامج تهدف إلى التعرف على واقع حركة التعريب على مساحة الوطن العربي وتحديد آليات عملية للمساعدة في تعريب التعليم بجميع مستوياته وفروعه، والمساعدة في ترجمة العلوم والتقنيات الحديثة وتوطين العلم وإثراء الثقافة العربية بأفضل ما جاد به الفكر العالمي في مجالات العلوم والآداب والفنون من خلال الترجمة إلى العربية، وتبيين احتياجات تعريب التعليم العربي وسبل تلبيتها وتطوير المحتوى العربي على الشبكة الإلكترونية. ومن المنتظر أن تعمل المنظمة على إنجاز هذه البرامج خلال النصف الأول من العام 2010م، حيث ستكون بمتناول المعنيين باللغة العربية في النصف الثاني من السنة نفسها بعد عرض هذه الدراسات والبرامج على الجهات المسؤولة في الوطن العربي والمجالس التشريعية للمنظمة.
هذا نص ما أوردته وكالة واس من تونس ونشرته وسائل الإعلام، ومنها صحيفة (الجزيرة) في عددها الصادر بتاريخ 21 رمضان 1430هـ.
هذا الخبر على فرض دقته وعلى فرض مصداقية تنفيذ ما تضمنه لا شك أنه يبشر بخير، ويمكن القول إن من جملة ثمراته توثيق إجماع الأمة العربية على مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة الذي اعتمدته قمة دمشق مارس 2008 وأوكلت قمة الدوحة مارس 2009م مهمة تنفيذه إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
ويشمل فيما يشمله مشروع تعريب التعليم ومشروع ترجمة العلوم والتقنيات الحديثة والمحتوى العربي على الشبكة.
وحيث يفهم من نص الخبر المشار إليه أن المنظمة العربية ستقوم برسم خارطة الطريق للنهوض باللغة العربية من خلال وضع هياكل المشروعات وآليات تنفيذها ووضعها تحت تصرف المعنيين بشأن اللغة العربية للمساعدة في تعريب التعليم بجميع مستوياته وفروعه والمساعدة في ترجمة العلوم والتقنيات الحديثة وتوطين العلم وإثراء الثقافة العربية حسبما أورده الخبر.
وإذا قدر أن ما أسند إلى المنظمة العربية جاء محققاً للآمال وفي الوقت المحدد فإن الوزارات المعنية بالتعليم بجميع مستوياته من المؤمل أن تكون عند حسن الظن بها عزيمةً وحزماً وإخلاصاً وأمانة أداء للواجب في مواجهة استباقية لآثار العولمة غير الإيجابية.
لقد أوردت الأنباء أن دولاً معينة في أوروبا قد تحركت في الوقت الحاضر حفاظاً على لغاتهم بعد ما ظهر لهم أن لغة بعينها يسعى أنصارها لجعلها لغة عصر العولمة على حساب لغات العالم فكراً وثقافةً وعلماً وأدباً وفنوناً قراءة وكتابة ورسماً، وإذا كان هذا هو واقع الحال فمن باب أولى أن تسارع الأمة العربية في الحفاظ على اللغة العربية والنهوض بها وإثرائها، وهذا الأمر يقع في الصميم من واجبات الأمة العربية إزاء اللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة الذي اعتمدته الأمة العربية في قمتين متتاليتين.
إن أهم العقبات التي كانت تثار في الماضي قد حلت عن طريق الشبكة الإلكترونية فلم يعد هناك خشية من ازدواجية الأعمال في ترجمة العلوم فأي دولة عربية شرعت في تعريب كتاب أو باشرت نشاطاً معيناً فستنشره من خلال المحتوى العربي على الشبكة الإلكترونية ويعلم به الجميع فلا مجال لتكرار الجهود على أمر واحد، ومن هذا المنطلق أصبح الميدان واسعاً أمام الدول العربية وما كان مطلوباً في التنسيق وكان عسيراً بالأمس أصبح اليوم يسيراً والفضل كل الفضل لمن يبادر في هذا الأمر بفاعلية سواء كان على مستوى الدول العربية كدول أو على مستوى الشركات والمؤسسات والبنوك والأفراد.