Al Jazirah NewsPaper Monday  05/10/2009 G Issue 13521
الأثنين 16 شوال 1430   العدد  13521

اليوم الوطني صفحات في الذاكرة لم يطوها الزمن
إبراهيم بن عبدالكريم بن محمد الشايع

 

عندما نتذكر مناسبة مشرقة كل عام كاليوم الوطني في ذكراه التاسعة والسبعين فإننا نعيد شريط الذكريات إلى جهود تاريخية جبارة رسم لوحتها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في ذاكرة كل مواطن عن تاريخه البطولي وعزمه الوطني في توحيد المملكة العربية السعودية. حتى أصبحت بلادنا تعيش من بعده في أمن وأمان وراحة واطمئنان. وعندما نقلب صفحات التاريخ بتأمل قبل رفع الملك عبدالعزيز راية التوحيد نجد اختلافا كبيرا في كافة مناحي الحياة، فعندما نتحدث عن الحياة السياسية فنجد فقدان الأمن بكافة أنواعه وانتشارالحروب فلا يأمن الإنسان على نفسه ولا على أبنائه في بيته ولا في سفره ولكن عندما ننظر واقعنا الحالي نجد المواطن آمنا على نفسه ومن يعول في سفره وإقامته. وكذلك إذا نظرنا إلى الجانب الاجتماعي هناك صفات مذمومة ولكنها اندثرت حاليا ولم يبق منها إلا العادات الحميدة مثل الكرم والشجاعة والتواصل وصلة الرحم والولاء للوطن.

أما الجانب الاقتصادي فتحولت حياة المواطنين من الفقر قبل توحيد البلاد إلى الغنى وتوفر النعم بكافة أنواعها وأصبح المواطن في حياة كريمة. أما عن الجانب الصحي فانتشرت الرعاية الصحية فشملت كافة البلاد من مستوصفات ومستشفيات ومراكز صحية متنوعة ومتخصصة مما كان لها الأثر الكبير بعد الله في قلة معدل الوفيات وازدياد معدل المواليد ولكن لو قارنا هذا التطور قبل توحيد البلاد نجد انتشار الأمراض المستعصية التي أهلكت البشر مما سجل لها التاريخ حوادث مرضية تعرف وتذكر باسمها حتى تاريخنا المعاصر.

أما إذا نظرنا للجانب التعليمي فالبلاد كانت تعيش قبل عهد الملك عبدالعزيز بجهل مركب مابين انعدام التعليم وقلة العلماء وهذا مما جعل هناك اضطرابا متنوعا أطفأ معه شموع العلم و المعرفة وأسدل ثوب الجهل عن نور العلم فحصل معه فقدان أسس الحياة وقوامها، ولكننا اليوم نعيش في توسع كبير وتطور مزدهر في نشر العلم عبر الجامعات والكليات والمدارس التي شملت كافة مناطق ومحافظات المملكة. وبعد هذه المقارنات في شريط الذكريات تأتي خيول الفجرعام 1319هـ يقودها الملك عبدالعزيز آل سعود معلنا وبعد أكثر من واحد وثلاثين عاما أمضاها في جهاد متواصل وعزيمة صادقة لتوطين أركان دولته وجمع شتات أبنائها تحت راية التوحيد ليضع حجر الأساس للمملكة العربية السعودية التي قامت على سنة الله وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

فأعلن عام 1351هـ عن مسمى هذا الكيان العظيم الذي استهل معه تأسيس البُنى التحتية للدولة الفتية فأكد للعالم مكانة الدولة ودورها الريادي على المستوى العربي والدولي وذلك بانضمامها لهيئة الأمم المتحدة وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية وتابع في نظرته الثاقبة أهمية تأصيل العلاقات ومد جسورها مع دول الجوار والدول العربية والدولية مما كان له الأثر في بث روح التواصل السياسي والاقتصادي وكافة العلاقات الأخرى.

وبعد رحيل الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1373هـ ترك لأبنائه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله دولة مترامية الأطراف ومملكة تنعم بالأمن والإيمان.

وواصل أبناؤه الكرام دعم مسيرة التنمية ودفع عجلتها للأمام في كل فترة حكم حتى أصبحنا ولله الحمد نعيش اليوم في دولة من أفضل دول العالم فلا يوجد دولة مثيلة لبلادنا في مستوى المعيشة ورغد العيش.فنالت التقدم والازدهار في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة المواطن السعودي في كافة المجالات المختلفة.

وإن من أهم ما يوجب لنا في هذا التغير في بلادنا والحياة الانتقالية لحياة الناس هو عدم نسيان الفضل لله سبحانه وتعالى ومن لهم فضل بعد الله علينا من ولاة أمرنا ومسئولينا وذلك في تذكر الواقع المر الذي عاشته البلاد والمواطنون على حد سواء قبل توحيد البلاد والواقع الحي الذي نعيشه في عصرنا الحاضر، وعندما نقف متأملين بين هذين الواقعين عندها يزداد لدينا الحس والشعورالوطني بأهمية التكاتف والولاء لقادة بلادنا وحكامها الكرماء وأن نكرس بنفوسنا ونفوس أبنائنا هذا الأمر الذي يجعلنا يدا واحدة في وجه الأعداء.ومن يريد النيل من أمننا وراحتنا.

ختاما اليوم الوطني مناسبة سنوية تذكرنا بحالنا في الماضي وواقعنا المعاصر وتذكرنا مجدا سجله التاريخ وقصة بطولة وقفت شامخة لرجل لملم الفرقة ورسخ المبادئ الإنسانية ونهج سياسة آبائه وأجداده في تأسيس دولة تحمي المظلوم وتقف منصورة له وتشع نور العلم وتقضي على سراب الجهل وتدفع في رفعة راية التوحيد كل صباح يرفرف بعز وشموخ للمجد والعلياء مخلدين ذكرى عزيزة على نفوسنا وهي الاحتفال باليوم الوطني.

وهذه الاحتفالية تختلف اختلافاً كلياً من حيث البهجة والفرح والسرور فهي تختص بوطن ليس كمثله وطن، فهو قبلة المسلمين وأرض النماء والعطاء والخيرات ولقد من الله عليه بتنوع في الطبيعة بين سهول وهضاب وصحار وبحار.ولنا أن نفخر ونتفاخر ونرفع حبنا فوق هامات السحب لنؤكد للعالم أجمع أن وطننا عزيز وغال على نفوسنا.

ولنا فخر كذلك وعلى لسان كل مواطن يردد قول الشاعر:

وطني إليك هديتي

في عيد مولدك الجميل

روحي دليل محبتي

تفديك يا أسمى خليل

غلفتها في مهجتي

بالحب والحب قليل

عاشت مآثرك التي

للمجد قد صارت دليل

وختاما نسأل الله أن يحمي بلادنا ويزيدها تقدما وحضارة ويحفظ لنا أمننا وولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Abohosam31@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد