لم يكن يوم الثلاثاء الموافق 1010 1430هـ يوما اعتياديا لأسرة الهذلول الكريمة، ولم يكن يوم الثلاثاء يوما عاديا مر على أهالي محافظة البدائع الأوفياء، فهم جميعاً فقدوا رجلاً عزيزاً وشخصية مؤثرة متميزة عايشوها قرابة قرن من الزمان.
توفي الخال الكريم عبدالله بن هذلول الهذلول يوم الثلاثاء، وقد خلف وراءه إرثاً كبيراً من الشهامة والأصالة، وتوفي الرجل الصابر المثابر وقد ترك صفحات مشرقة من حياة بسيطة عاشها رجل كبير سطر حروفها ونظم كلماتها بمداد الحب والإخلاص، فهو محب لغيره فأحبه غيره ومخلص في حبه فأخلص له غيره.
مناقب الرجال حق من حقوقها، وذكر محاسن الموتى واجب مأمورون به، فما بالك برجل محاسنه تترى وميت مناقبه لا تعد ولا تحصى، أحبه البعيد قبل القريب، وقدره من تعامل معه، واحترمه من سمع عنه أو سمع به.
الشيخ عبدالله الهذلول أحب البدائع فأحبته، فالشيخ عبدالله الهذلول بار بأهله، ومقدر لأهالي بلدته فها هي المقبرة قد غصت بالرجال يوم دفنه، والناس شهداء الله في أرضه ومن أحبه الله أحبه الناس.
الشيخ عبدالله الهذلول نموذج من نماذج العطاء، وصورة من صور الوفاء، وبقية جيل الرواد الذين يعطون أكثر مما يأخذون، صفت قلوبهم فعاشوا أسوياء، وماتوا شرفاء أنقياء. رحم الله ذالكم الرجل، ورحم الله ذلك الفذ، وألهم أهله الصبر والسلوان، رحمك الله عدد ما سألت عن أمي رحمها الله تعالى وجزاك خيراً عدد ما دعوت لها، وغفر لك الله عدد ما كبرت وهللت، رحم الله عبدالله بن هذلول الهذلول، وكتبه مع الصالحين، وحشره مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
أحسن الله عزاءكم يا آل هذلول، وعظم الله أجركم يا أهل البدائع، ورزق الله الجميع الصبر والسلوان، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
albashri@yahoo.com