Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/10/2009 G Issue 13523
الاربعاء 18 شوال 1430   العدد  13523
البوارح
قنوات.. وعربية غير مفهومة
د. دلال بنت مخلد الحربي

 

تعتمد القنوات الفضائية على مذيعين ومذيعات، وهذا أمر طبيعي في كل العالم، ويفترض أن يُختار لمثل هذا الموقع أو العمل الإعلامي شخصيات تملك مقومات تفرض القبول للمشاهد من أبرزها: الثقافة وحسن الإلقاء، ومثل ذلك التمكُّن من اللغة إضافة إلى الشكل المقبول.

كما أن من المهم في اللقاءات الحوارية أن يكون الضيف إلى جانب تميُّزه العلمي في الموضوع الذي اختير من أجله أن يحسن الكلام، ويجيد التحدث بعربية سليمة يفهمها المتلقي العربي في جميع الأقطار، إذ ليس من المعقول أن يُستضاف أو تُستضاف شخصية لا تحسن الحديث بالعربية السليمة ويستخدم لهجته العامية.

ومن خلال متابعة برامج تلفزيونية نجد نماذج غير مقبولة تسيء إلى الجهات التي تعمل فيها، أو التي تستضيفها إذ نجد حديث المقدم عامياً وبلهجة مغرقة وأحياناً بلهجة مخرفة لموطنه يصعب في كثير من الأحيان على المتلقي العربي فهم مصطلحات ومفردات بيئته النابعة من مجتمعه الضيق، وكذلك الأمر بالنسبة للضيف عندما يستخدم العامية دون مراعاة للفوارق اللهجية للمتلقين.

ولا شك أن ظهور مذيع لا يحترم اللغة العربية، وضيف لا يحسنها أصلاً, فيه الكثير من الإساءة، ويظهر القناة الفضائية على نحو غير مقبول.

يُفترض في القنوات الفضائية العربية أن تشيع اللغة السليمة لا أن تنشر العاميات.

لقد انبعثت هذه الفكرة في ذهني، وأنا أستمع إلى حوار في إحدى القنوات الفضائية حيث (المذيعات) يتحدثن بلهجاتهن العامية، والضيوف لا يعرفون العربية، ويعتمدن على الكلام المحكي في بيئتهن، ولنا أن نتخيَّل مساحة الضياع في فهم مثل هذه الحوارات وقدرتها على توصيل الأفكار التي من أجلها قام الحوار.

ولا ندري لماذا ونحن نقلد الغرب في كل شيء لا نستفيد من احترامه للمشاهد في قنواته الفضائية من المذيع أو المقدم والضيف، فعلى سبيل المثال نجد قناة أجنبية شرقية تعتمد على مذيعين غير عرب يبذلون جهداً كبيراً للحديث بالعربية الفصحى وهي ليست لغتهم، في حين نجد هذا الاستهتار من قبل المذيعين والضيوف في المحطات العربية.

إنها دعوة أن تعيد القنوات الفضائية حساباتها في مثل هذه البرامج إذا كان هدفها تثقيف ونقل الأفكار إلى المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج وخارج هذه الدائرة إلى من يشاهدها من غير العرب المجيدين للعربية وغالباً الفصحى وليست لهجات محلية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد