Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/10/2009 G Issue 13523
الاربعاء 18 شوال 1430   العدد  13523
أنت
من وحي اليوم الوطني
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

 

2- فرسان وجياد.. العثمان والعطية أنموذجاً

في المقالة السابقة تطرقت لقضية الجياد التي بلا فرسان.. وذكرت السمات التي تدل عليهم.. وإن كان الأمر لا يحتاج إلى ذكر سمات، فالأثر على أرض الواقع هو الدليل القاطع على من هو الفارس ومن هو غير ذلك.. وفي هذه المقالة رأيت أنه لابد من الاحتفاء بالفرسان المغاوير الشجعان الذين أحدثوا الأثر الإيجابي المفيد للمواطن.. وهؤلاء كثر في بلادي والحمد لله وسأكتفي بذكر اثنين منهما في مجال التعليم العالي.

الفارس الأول نقل جامعة الملك سعود في أعوام قليلة من ذيل قائمة الجامعات العالمية إلى أن تكون من ضمن أفضل مائتي جامعة عالمية.. كما أحدث أمراً يعتبر سابقة في تاريخ العمل الخيري ناهيك عن أنه سابقة معجزة في تاريخ التعليم العالي السعودي وهو نجاحه الكبير في تنمية الموارد الوقفية للجامعة.. وهو نجاح إذا سار على نفس معدله خلال الأعوام القادمة فسوف تحقق جامعة الملك سعود اكتفاءها الذاتي ولن تعتمد بعدها على ميزانية الدولة.. كل ذلك في مجتمع تعتبر ثقافة وآليات الوقف فيه محدودة.

مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان أحدث أمراً آخر يعتبر سابقة تاريخية في تاريخ الجامعات من حيث عددها وأحجامها ومجالات بحثها وهي الكراسي البحثية.. والتي سوف تحول الجامعة التي اقتصر دورها منذ تأسيسها على التعليم فقط إلى جامعة بحثية وهي بلا شك نقلة عملاقة.

إن سقف التطلعات اليوم لجامعة الملك سعود سقف عال.. ومن المأمول أن تلعب الجامعة مستقبلاً أدواراً فاعلة على مستويات التنمية كافة.

أما الفارس الثاني فهو ظاهرة بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معنى.. ويكفي القول إن العلامة البارزة في مجالات التنمية الوطنية اليوم هو التعليم العالي.. ففي أربعة أعوام شارك الدكتور علي العطية وقاد بفعالية عالية أحداثاً لا يمكن وصفها إلا بالثورة في عدد الجامعات والمنشآت الجامعية.. وصار وجودها على أرض الواقع أمراً قائماً.. هذه الإنجازات جعلت من التعليم العالي حديث المجالس والإعلام وأثارت السؤال: لماذا وزارة التعليم العالي وحدها هي التي لم تواجه أية مشاكل في تنفيذ مشاريعها العملاقة بينما عجز آخرون؟!

إن الدور الذي لعبه الدكتور علي العطية خلال الأعوام الماضية دور تجاوز المطلوب من المسؤولين التنفيذي إلى دور القائد المؤثر.. هذا بمعايير الإنجاز على أرض الواقع.. أما بمعايير المهارات الشخصية التي يتحلى بها فتلك قصة أخرى.. فرغم حضوره القوي الفاعل لم يخلق له جبهة رفض من منافسين أو مناوئين كما هو متوقع أن يحصل مع كل من يعمل كالقطار السريع ويختلف الناس حوله.. فمنهم من يخشى أن يتجاوزه ومنهم من يخاف أن يدهسه.. واللافت هو كم الولاء والحب الذي أظهره له المتعاملون معه وفرحهم بالثقة الملكية التي حظي بها من قائد مسيرتنا الملك عبدالله وفقه الله.

وإذا كنا في دنيا الأحلام والمثاليات نتطلع إلى توافر سرير لكل مريض ومقعد جامعي لكل طالب ووظيفة لكل خريج.. فإن وزارة التعليم العالي وحدها قد حققت هذا العام دورها المطلوب منها للوصول بوطننا إلى دنيا الأحلام بتوفير كرسي جامعي لكل طالب.

فارسان من وطني برزا عبر الاختيار الموفق والدعم اللامحدود من معالي الدكتور خالد العنقري وهو بذلك يستحق أيضاً نصيبه من الإشادة وأن يعتبره تاريخنا الوطني فارساً من فرسانه.. حفظ الله وطننا ومليكنا إنه سميع مجيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد