Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/10/2009 G Issue 13524
الخميس 19 شوال 1430   العدد  13524
حديث المحبة
التوعية بأهمية التوعية.. مطلب ملح
إبراهيم بن سعد الماجد

 

كثيرة هي الندوات والمحاضرات التوعوية التي تقيمها الجهات الحكومية على مختلف أنشطتها، ويبذل في سبل تنظيمها أموال طائلة، ويحاضر فيها عدد غير يسير من المختصين من داخل المملكة وخارجها، بل إن بعض هذه الندوات يحاضر فيها كبار المختصين من دول العالم، وهذا..

..بالطبع شيء جميل يسجل لهذه الوزارات والإدارات، فالتوعية شيء أساسي ومهم للرقي بالمجتمع في كافة مناحي حياته، خاصة مع تطور التقنية وتعدد وسائل المعرفة، مما يجعل الكثير من الناس يجهلون بعض ما يمكن أن يكون مساعداً لهم في حياتهم ويمنحهم مزيدا من الرقي والوعي الحضري الذي يؤهلهم لمزيد من العطاء والنجاح في حياتهم، أو على الأقل يكفيهم الأخطار المحدقة بهم إذا كانت التوعية لدرء الأوبئة والكوارث وما في حكمهما.

ونحن نشيد بهذا الجهود لهذه الوزارات والإدارات التي تؤمن بأهمية التوعية يجب ألا نغفل الجانب السلبي الذي يكتنف هذه الجهود ألا وهو ضعف التوعية بأهمية مثل تلك المحاضرات والندوات المتخصصة، والتي تصب جميعها في خدمة هذا الإنسان، فمن الملاحظ أن حضور هذا المناسبات التثقيفية ضعيف جداً، بل قد يصل إلى درجة (لم يحضر أحد) إذا استثنينا الجهة المنظمة لهذه الفعالية.

إن هذه الأموال التي تنفق والجهود التي تبذل يجب أن تصب جميعها لخدمة الوطن والمواطن بشكل عام لا أن تكون للحصول على مكافآت الجلسات أوعقود التنظيم التي يكتنفها ما يكتنفها من شبهات، وهذا لا يمكن أن يتحقق في ظل ضعف التوعية بأهمية التوعية، وهذه المهمة في اعتقادي ليست مناطة بالجهة المنظمة فقط، بل إن المسؤولية مسؤولية ثقافة مجتمع، ولذا فالقضية يجب أن تكون محل عناية المؤسسات التربوية والتعليمية وكذا الإعلامية، فتثقيف المجتمع يجب أن يكون شموليا لا أن يكون وقتيا أو نوعيا.

إن مجتمعنا في حاجة ماسة جداً إلى الرقي بوعيه تجاه الكثير من الأمور التي تؤهله لأن يكون مجتمعاً حضاريا راقياً مدركاً لما يجب عليه تجاه نفسه قبل كل شيء وتجاه وطنه ومكتسبات وطنه.

إنني أعتقد أن استهتار الإنسان، أو قُل تهاونه في معرفة ما يجب عليه لحماية أسرته ونفسه والمحافظة على مكتسبات الوطن سواء كانت هذا المكتسبات دينية أو أمنية أو اقتصادية، يجعل منه إنسانا فوضويا عبثيا لا يعدو أن يكون إلا رقما سلبيا على أحسن الأحوال، ولذا، فإن قضية التوعية من الأهمية بمكان، بل إنها شيء أساس في نهضة الأمة واستقرار الوطن.

أشير بشيء من الاختصار إلى بعض ظواهرنا الاجتماعية المقلقة والتي تسبب الكثير من الهدر والكثير من التقهقر لمسيرتنا الحضارية التي دعانا إليها ديننا الحنيف من هذه الظواهر:

1 - عدم مراقبة الإنسان لنفسه في هدر المياه والكهرباء.

2- سوء استخدام المرافق الهامة كالحدائق مثلاً.

3 - المبالغة التي تصل إلى حد الاستهجان في الولائم.

4 - عدم احترام الوقت وأنه شيء معوض وهذا خطأ فادح.

5 - عدم الالتفات للإرشادات التوعوية التي تبثها بعض الجهات مثل الصحة والدفاع المدني والمرور وغيرها.

6 - المبالغة في الكماليات والتفاخر في اقتناء الماركات العالمية.

7 - عدم إدراك المؤسسات المعنية بالتربية والتعليم بأهمية التربية والركون إلى تطوير التعليم فقط وهذه النقطة تحديداً تجرنا إلى الوراء كثيراً حتى ولو طور التعليم فإنه لن يكون مثمرا بدون الاهتمام بالتربية.

8 - عدم تقيد موظفي الدولة بالتعليمات في تسجيل أمور المواطنين وكذا في احترام الوقت.

كل هذه الأشياء وغيرها بالطبع الكثير من السلبيات والتصرفات التي تجرنا إلى الخلف بقوة مهما حاول المخلصون النهوض بالمجتمع إلا أن هذه الظواهر حتى ولو كانت فردية إلا أنها تساهم مساهمة فاعلة وقوية في تقهقر مسيرتنا ونهضتنا الحضارية.

وخاتمة القول: فإن التوعية بأهمية التوعية مطلب ملح يجب النظر إليه، ومحاولة إيجاد الوعي بأهمية مثل هذه الحملات والمؤتمرات والندوات التوعوية التي تصب جميعها في خدمة إنسان هذا الوطن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد