Al Jazirah NewsPaper Monday  12/10/2009 G Issue 13528
الأثنين 23 شوال 1430   العدد  13528
بين قولين
الأيتام
عبدالحفيظ الشمري

 

غالباً ما تأتي الطفولة الشقية والمعذبة ناتجاً حتمياً لحالة اليتم؛ فحينما يفقد الطفل أحد والديه أو كليهما وهو في سني اليفاعة تكون الصورة أقسى؛ لأنه أدرك حقيقة الموت، والغياب الفاجع، ولاسيما لحظة شعوره بأنه بات في مهب الحياة العاتية.

فمن المؤكد أن معاناة اليتيم ستزداد حينما يفقد (الأم) تحديداً، فلا يمكن لليتيم أن ينسى هذه الحالة، أو يتخلص من تبعاتها، أما إن كان صغيراً ولم يعقل الحياة أو يدركها بعد فإن مصيبة الفقد أهون، وقد يبدأ في استشعارها لاحقاً، إلا أنها تكون أخف وطأة؛ فيظل متمثلاً لهذه المعاناة في تفاصيل حياته، وقد تتقاطع حالته مع تجارب آخرين فقدوا ذويهم.

ما يلفت الاهتمام في الأعوام الأخيرة هو تنامي حالات تبني الأيتام من قبل أهل الخير في المجتمع الذين يستشعرون أهمية التنويع في أعمال الخير، وخدمة المشروع الاجتماعي بكافة توجهاته وفروعه وأبوابه، وهذا هو عين الصواب، وهو التوجه الحقيقي لخدمة المجتمع؛ لأن كل ما يحتاجه المواطن في بلادنا قمين بأن تسعى مثل هذه القلوب الرحيمة والأيادي الناصعة إلى تقديم العون لهم فيه، وهو بالفعل عمل خيري وصدقة جارية سينتفع منها الجميع، فكيف إن كانت للأيتام الذين هم بحاجة إلى الدعم والمساعدة؟!

فالمشروع الخيري نحو هذه الفئة سيحقق الأهداف السامية، ولاسيما إن كان الأطفال صغاراً؛ لأن التجربة تكون عادة أكثر صعوبة، وأدق في التعامل معهم، وهي بحاجة إلى قيام مشاريع تربوية وأكاديمية وتثقيفية تحقق لهذه الفئة متطلبات الحياة الكريمة.

الذي يلفت الانتباه حقيقة وجود البعض من أهل الخير من يشملون بكرمهم وعطفهم ومبرتهم جميع المحتاجين، فلا ننسى في هذا السياق جهود أبي الأيتام ورائد العمل الخيري في مجال البر بالمجتمع (معالي الدكتور ناصر الرشيد) الذي شَيَّد على نفقته الخاصة صرحاً خيرياً متكاملاً يؤوي الأيتام، ويهتم بشأنهم في منطقة حائل، فهذا المشروع الإنساني قارب على الاكتمال، وفي مراحله الأخيرة.

(معالي الدكتور الرشيد) - رعاه الله وأسبغ عليه الصحة والعافية - يدشن من خلال هذا المشروع مرحلة مهمة للعمل الخيري الخاص بالأيتام؛ حيث ستتجاوز هذه التجربة الرائدة لمعاليه الحدود الضيقة، والتجارب الفردية؛ إذ سيكون هذا المشروع للجميع دون استثناء.

فمشروع (الرشيد) سيُسهم في التخفيف من تبعات هذه المعاناة للأيتام الذين لا معيل لكثير منهم بعد الله إلا مثل هذه المشاريع الخيرية الواعية.. تلك التي تخدم منطقة حائل وما سواها من مناطق، وسيسهم هذا الصرح الكبير في تذليل صعوبات إيوائهم، وتقديم الرعاية لهم؛ فقد أخذ (معاليه) - يحفظه الله - على عاتقه مهمة إنجاح هذا المشروع، والسعي بكل نُبل إلى أن يخفف على هؤلاء وطأة الحياة، وشقاء الأيام التي قد يمر بها الأيتام.



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد