Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/10/2009 G Issue 13530
الاربعاء 25 شوال 1430   العدد  13530
البوارح
كيف نثري دراساتنا التاريخية؟
د. دلال بنت مخلد الحربي

 

يواجه الباحث في تاريخ المملكة العربية السعودية صعوبة في تحصيل معلومات وافية عن كثير من القضايا التي تحتاج إلى دراسات معمّقة رغم كثرة الوثائق التي تفيد في إثراء البحوث بمعلومات جديدة، ووجود معلومات متفرِّقة متناثرة في مصادر مخطوطة ومطبوعة بعضها كُتِبَ بلغات أجنبية.

ولا شك أن هناك معوقات أدت إلى شح المعلومات من بينها ضعف العناية بالوثائق من حيث التنظيم والتعريف بها، وبقاء عدد كبير من المصادر الأجنبية في لغاتها الأصلية وعدم ترجمتها إلى اللغة العربية.

ولعل من الضروري أن تسارع الجهات التي تملك الوثائق إلى التعريف بها وإتاحتها للاستخدام العلمي حتى تكون رافداً أساسياً للباحثين المهتمين بالتاريخ المحلي وكذلك تشجيع الترجمة للكتب والدراسات الأجنبية التي لها علاقة بالمملكة سواء الإنجليزية أو التركية أو الفرنسية أو الروسية.

ومن التوجهات الإيجابية في توفير المعلومات للباحثين المحليين ما أقدمت عليه دارة الملك عبد العزيز من تنظيم مؤتمرات عن ملوك الدولة السعودية المعاصرة، ابتداءً بالمؤتمر الخاص بالملك عبد العزيز، ثم الملك سعود، والملك فيصل رحمهم الله، والمؤتمر القادم عن الملك خالد رحمه الله.

فالأبحاث المقدمة في المؤتمرات التي عُقدت والتي عملت الدارة على نشرها تحتوي على كم جيد من المعلومات، وهي دون شك تمثِّل مادة علمية ثرية تعين على التوسع في إعداد دراسات جديدة متنوِّعة وتتيح المجال للكشف عن جوانب من تاريخنا المحلي. وإن كان الأمر يتطلب مزيداً من الرصد والتعريف بالأعمال التي يصعب الوقوف عليها المضمنة في الوثائق.

ولعلي هنا أشير فيما يخص الوثائق إلى الأعمال المميّزة التي نشرها الأستاذ فايز البدراني والتي تركّزت على منطقة صغيرة من المملكة وهو وادي الفرع في منطقة المدينة. فهذا العمل يعد نموذجاً لما يمكن أن يتوافر لنا من معلومات عندما تنشر وثائق لمناطق أخرى من المملكة تصب جميعها في الكشف عن جوانب اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية لم يتم التطرق لها في الدراسات المعاصرة لعدم إظهارها وإتاحتها للباحثين.

كما أن متابعة ما نُشر في الصحف والمجلات والدوريات العلمية المحلية والعربية سيكون رافداً مهماً للباحثين عند جمعها وإفرادها والتعريف بها لتكون من




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد