Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/10/2009 G Issue 13531
الخميس 26 شوال 1430   العدد  13531
كيف نحمي لغتنا؟
سلوى أبو مدين

 

هكذا دار الحوار بيننا وأنا أتحدث عن الوافدين الذين يغيرون اللغة كأن يستخدم الكلمات مقلوبة، ردت صديقتي قائلة: نحن نسهم في هذا الخطأ والخراب ليتهم يصححون لهم مثلما تفعلين أنتِ وكذلك والدك.

ضحكت وقلت لها: نعم كلنا نسهم في تحويل مفردات لغتنا العربية إلى لغة أخرى غير معروفة؛ والمؤسف كي نوصل لهم المعلومة نضطر إلى أن نتحدث مثلهم!

هذا الصحيح فلغتنا الأم ليست اللغة الغريبة المهجورة بدليل أن جميع الوافدين يستطيعون أن يتقنوها لأنها لغة القرآن الكريم، أولاً ثم إنها سلسلة التعبير. بيد أن الكُثر يستخدم التعبير الركيك، ليستطيع أن يوصل رسالته إليهم.

وهذا الخطأ بعينه!

فلماذا لا نكون كلنا حريصين على لغتنا مثلما يفعل الغرب الذين يحرصون على لغتهم الأم. ولي تجربة في هذا الأمر حيث درست معهم وكانوا يدققون في كل حرف ومعنى.

فتعجبت كيف حرصهم على لغتهم؟ ونحن ما أسهل تبديلنا لمعاني لغتنا ونسهم في طمس معانيها خاصة عندما نسمع الأغلبية يحورون ويحولون المفردات إلى كلمات غريبة شاذة لا تمت إلينا بصلة.

ونقف مكتوفي الأيدي نسمع ونقلد ما نسمعه مثل الببغاوات ولا نتحرك غَيرة على لغتنا العظيمة، فلو كلّ فردٍ منا تحمل مسؤوليته والتصحيح والتوجيه السليم لهؤلاء الوافدين لاستطعنا أن نفخر بأننا أمة تحافظ على تراث لغتها العربية من التخريب والتغريب، والتلوين بألفاظ ومصطلحات دخيلة علينا.

أما آن لأمة القرآن أن تصحح مسارها وتبسط لغتها لهؤلاء لتصبح مفهومة كما هي دائماً بعيداً عن التحريف والتبديل والتكسير.

مرفأ:

لن يكون لنا هوية إلا بتمسكنا بلغتنا!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد