Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/10/2009 G Issue 13531
الخميس 26 شوال 1430   العدد  13531
قادة الغرب يتحدثون عن الإسلام (باراك أوباما - كندليزا رايس - عمدة لندن)
علي بن محمد الحماد

 

تحدث قبل أيام عمدة (لندن) داعياً مواطنيه إلى صيام يوم من رمضان والإفطار مع أحد جيرانه المسلمين!!!

هكذا هو الخبر على إطلاقه، كما بثته وسائل الإعلام بالصوت والصورة.. فقد ظهر الرجل على شاشات التلفزة يدعو لما ذكرت، معللاً ذلك لكي يتعرف الشعب البريطاني على شعائر المسلمين، ويكسر حدة العداء، وليعلموا أن الإسلام ليس كما تنشره بعض وسائل الإعلام المغرضة.. دين تشديد وتكفير وعداء وإقصاء!! بل هو دين السماحة والوفاء. فأقول مثل هذه التصريحات المنصفة العاقلة من أمثال هذا الرجل بهذا الوصف الاعتباري المرموق..، وكذلك حين صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية إبان قيامها على سدة وزارة الخارجية الأمريكية حين صرحت بأن (دين الإسلام هو أعظم ديانة عرفتها البشرية، وأنه دين العطف والتسامح والرحمة، وأنها تراقب المسلمين فما أن تحل كارثة طبيعية أو حربية في أحد أرجاء المعمورة إلا ويتهافتون على تضميد جراحهم، وعلاج مصابهم، وإيواء أيتامهم.. في إشارة إلى ما حصل في زلزال باكستان قبل سنوات.

وأقوى من هذه وتلك ما صرح به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (باراك أوباما) قبل فترة حين خاطب العالم الإسلامي وقال قولاً منصفاً طيباً عاقلاً.. وعزا أعظم حضارات العالم ومكتشفاتها إلى أن أصولها إسلامية، وأثنى على الإسلام ومبادئه وعقائده وأفكاره وتوجهاته.. وقال: إن ما يحصل مع بعض أبنائه لايمثل الجميع.

فأقول: لعل ساذجا أو متعالماً يقول لسنا بحاجة لشهادة غيرنا بنا.. فأقول هذه شهادات من عمالقة كبار يجدر بنا أن نستغلها ونروجها إعلامياً على جميع الأصعدة والمستويات ونعتبرها وثيقة وشهادة وننشرها في جميع أصقاع المعمورة وذلك لكبح جماح العداء، وكسر حدة المتطرفين (منا ومنهم) فهذه رسائل كبيرة للتعايش والحياة، ومد جسور العلاقة.. كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاملهم، ويجاورهم، ويتزوج منهم ويهديهم الهدايا وو.. الخ كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

إنني أناشد الساسة والعقلاء والفقهاء والنبلاء وأولي الأحلام والنهى أن تستغل هذه الفرص.. وتعتبر وشاج صلة ونبراس علاقة مبنية على احترام المشاعر والأخوة.. والخ، وهكذا كانت سيرته - صلى الله عليه وسلم - مع مخالفيه بل سمى الله (صلح الحديبية) فتحاً مبيناً وهو في ظاهره غاية الإجحاف والذلة والمهانة، ولكنه في حقيقته القوة والمكانة.. فقد قال الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}.. وقد سميتهم عظماء الغرب اقتداء بتسميته - صلى الله عليه وسلم - حين أرسل رسالة لعظيم الروم.

قال الله تعالى عن أهل الكتاب: {لَيْسُواْ سَوَاء}، وقال تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًاَ}.

ونحن لسنا مطالبين أن نبحث عن غرض سيء لنقول: قصدهم كذا وكذا.. (فالأصل حمل الكلام على ظاهره)، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله لينصر الدين بالرجل الفاجر، وبمن لا خلاق له في الآخرة!!)

إنه حري بنا أن نستغل مثل هذه التصريحات وأمثالها وهذا محل الاعتبار الشرعي والعقلي والمنطقي.. نحن كما قال الفاروق: (لست بالخب ولا الخب يخدعني) ولكن علينا أن نأخذ الأمر على ظاهره.. لنا الظاهر والله يتولى السرائر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس).. وهم في الجملة كما قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}..

هذا مداد القلم، والله من وراء القصد.

- الموجه الشرعي بالقوات المسلحة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد