لقد أصبح الأسلوب الغاضب والمتحامل الذي تظهر به مداخلات د. محمد النجيمي حول ما يطرحه بعض كُتّاب الجزيرة يثير الاستغراب والقلق، فالقواعد الدينية التي يُفترض أنه ينطلق منها تُربِّي على حسن التعامل واحترام الآخرين، وعدم التقليل من شأنهم أو تجهيلهم أو محاولة إقصائهم، ومطالبتهم (ببيع الماء في حارة أخرى!). إنّ د. النجيمي عندما يوحي لنا نحن القراء بأنه وحده لديه الرأي السديد، ثم يكتب عن مفكرين غربيين وكأنه الوحيد الذي يقرأ لهم، يدفعنا إلى التساؤل. فإذا كان لأهداف أو أسباب شخصية فهذا أمرٌ له مُختصُّوه، أما إذا كانت هناك دوافع فكرية أو حركية فلابد له من مكاشفة القرّاء بها صراحة، إضافة إلى لجوء د. النجيمي إلى التخفيف من قناعاته التي سبق أن تشدّق بها في الجزيرة عن ولاية أو وصاية الفقيه القائمة أو القادمة يجعلنا في حيرة: هل هو غاضب أم عابث؟ والله المستعان ومن وراء القصد.