قرأت ما كتب في صفحة فن يوم الإثنين 16 شوال وبعنوان: (أم الحالة على مسلسلاتنا السعودية) وتحدث الكاتب عن أن جميع هذه الأعمال السعودية التي عرضت خلال شهر رمضان لم نستفد منها ولم تهدف إلى موضوع معين!! ولا ألوم الكاتب بل أرفع القبعة احتراماً لنظرته ووجهة نظره الصائبة التي لم يقل فيها إلا وجهة نظر الكثيرين ممن تابعوا الدراما السعودية هذا العام من خلال القنوات الفضائية المتعددة، فمشكلة الدراما السعودية أن (الأنا) تنخر فيها بشكل كبير وواضح، وأصبح الموهوب مدفونا وغير مرغوب!!
فكيف سيتمتع المشاهد المتلهف بمسلسل ولمدة شهر كامل وكاميرا التصوير لا تتحرك إلا لممثل واحد أو اثنين والبقية كومبارس، على الرغم من القائمة الطويلة من أسماء الممثلين في مقدمة الحلقات!! فالممثل الواحد لا يتغير، والذي يتغير هو حركاته الجسمية أو تغيير لهجة الصوت لمحاولة إضحاك أكبر عددٍ من المغلوب على أمرهم، فمشكلة ممثلينا الأعزاء أن الواحد منهم يبحث عن دوره ولا يريد غيره!! وفي سباق مع مسلسل آخر والضحية ما شاهدناه نحن في شهر رمضان وتفاوت السقوط بين مسلسلاتنا وإن كان المسلسل الأكثر شعبية (طاش ما طاش) هو الأكثر تضرراً، فحالته في هذا العام بالتحديد يرثى لها جداً، فالأفكار متواضعة ومتكررة والأسلوب ممل وأماكن التصوير بدائية جداً ولم يراع فيها التكلف، وثلاثون حلقة ممتدة والكاميرا تدور حول شخصيتين فقط!! بعد أن كان في السابق يزخر بكم مناسب من الممثلين البارعين، أما المسلسلات الأخرى فلم تكن أفضل حالاً على الرغم من محاولات (مناحي) إنقاذ مسلسله بمشاهد تركيا وجمال نور ولميس ولكن الفكرة لم تستثمر بالشكل اللائق وكانت فارغة أضفت على المسلسل المزيد من التواضع وعدم وضوح فكرته وهدفه، والسبب الثاني لهذا السقوط للدراما السعودية هو البحث المادي البحت من قِبل الفنان وتسليم المستثمر من القنوات الفضائية ثلاثين شريطاً لثلاثين حلقة بغض النظر عن جودة المادة مقابل استلام ما يقابله من الريالات، لأن الممثل هو البطل وكاتب الحلقات ومعد السيناريو وصاحب شركة الإنتاج!! فكيف سترتقي الدراما لدينا وهذا التوجه مسيطر عليها، ولكن اللوم يقع على عاتق تلك القنوات الفضائية التي تتهافت على احتكار تلك الأعمال المتواضعة التي لم تضف للدراما السعودية وخصوصاً في هذا العام إلا الملل والتكرار وعرض ما لديهم في أوقات الذروة كاستخفاف بعقول المشاهدين في الشهر الكريم، ولا أقول إلا الله يذكر أيام (عودة عصويد) بالخير ورحم الله الممثل القدير الكبير محمد العلي الذي قدم لنا المتعة على أصولها وطاقم العمل الاحترافي الذي معه.
عبدالعزيز بن سعد اليحيى
عضو مجلس الأهالي بشقراء