Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/10/2009 G Issue 13540
السبت 05 ذو القعدة 1430   العدد  13540
نهارات أخرى
تكفير الابن لأبيه ليس مستغرباً على الإرهابيين!
فاطمة العتيبي

 

ما الذي يمكن أن تقدمه القاعدة لشبابها الذين انتموا إليها سوى هذا المروق والخروج عن الطبيعة السوية للبشر، ما الذي يمكن أن يمنحه تنظيماً دموياً عابثاً ضارباً بكل حدود الدين الإسلامي - الذي يدعي أنه وصيا عليه - عرض الحائط، ما الذي يمكن أن يقدمه لأولئك الذين استبدلوا ما هو خير بما هو أدنى، استبدلوا الوطن الآمن بالتنظيم الدموي الملاحق، استبدلوا الأسرة، بر الوالدين، والعمل السوي بالغواية الفكرية والفعل الرديء، فخرجوا عن الجماعة وتمردوا على الوطن وكفّروا آباءهم، كافأوا سني تعب الوالدين وكفاحهم بخطاب تكفيري مجلجل، يقتلع القلب من مكانه حزناً وألماً!

لم يثر دهشتي القاعدي الإرهابي سعيد الشهري حين كفّر والده المقدم المتقاعد، أحد أفراد الأمن العام، الذي تعب وكافح وطوّر نفسه وتابع دراسته وعمله، مع أنه بدأ من الصفر إلى أن تقاعد وهو برتبة مقدم، علي جابر الشهري ظل مخلصاً لوطنه، وفياً لعمله كرجل أمن، فأطلق صيحات براءته من سعيد الهارب العاق لوطنه المنكر لجميله، وهو الوطن الذي أعاده وخلصه من ذل جوانتنامو ومنحه الأمان ودفء الأسرة واستقرارها، لكنه تنكر لكل ذلك وعاد ليرتمي في أحضان القاعدة والشيطان يكفّر أباه ويبيح دمه معلناً عقوقه على الملأ مثلما هو جرمه المشهود في الانضمام لتنظيم يحارب الوطن ويقتل الناس ويفسد في الأرض!

لم يدهشني ما فعله سعيد الشهري بأبيه، فما الذي يمكن للقاعدة أن تمنحه لشبابها سوى لغة التكفير والموت والدم المستباح والغدر والخيانة، ومن استمع لمكالمة الأمير محمد بن نايف مع من غدر به يدرك حجم الخسة والدناءة التي تهديها القاعدة لوقودها من الشباب الذين تدفع بهم للمحرقة في محاولات فاشلة ويائسة لبقائها!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد