Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/10/2009 G Issue 13540
السبت 05 ذو القعدة 1430   العدد  13540
لما هو آتٍ
رأي خارج السرب..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لا أحسب أن أسراً أمريكية حين تستضيف مراهقات بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة من العمر من هذا المجتمع بهدف التبادل الثقافي والتعليمي ستكون متفهمة للخلفيات المجتمعية القائمة على ثقافة العقيدة الإسلامية التي بلاشك تتناقض مع هذا التوسع الحاصل في الفترة الأخيرة في ترخية حبال التوثيق لعرى تربية المرأة المسلمة على الحفاظ والحياء والحجاب.. فكيف ونحن كنا ولا نزال حين يسافر الفتى للدراسة بعد مرحلة الثانوية نخشى عليه الفتن التي دوماً هي محض دعائنا ما ظهر منها وما بطن..؟

والتجارب التي شهدتها وزارة التعليم العالي وعاصرتها الملحقيات الثقافية في تعثر حالات من الطلبة للصدمة الحضارية التي واجهوها بين بيئتهم الخاصة وبيئة المجتمعات المنفتحة التي إن حسبناها بناءة لخبرات ناشئتنا فإنها هدامة للجذور التي تعبت في تنشئتها الأسر التي تقوم على مخافة الله أكثر..

لا جدال في القيم، ولا تنازل عن الدعائم، ولا تفريط في حدود الله أبداً، وهذا ما تقوم عليه مناهج التعليم والتربية والثقافة بل سياسة المجتمع بتفاصيل ارتباطاتها بمؤسساته كلها في هذه البلاد التي قامت وستبقى على نهج الحق ليشد أزرها في مكافحة الفتن، الله تعالى الذي خلق أناسها وأعان قادتها..

ويبدو أن وزارة التعليم العالي قد استشرفت من خلال تجاربها أمراً مثيلاً في التحري عن مدى فعالية المرتجعات على الفرد حين يتجه إلى الدراسة خارج البلاد حسب فئته العمرية فوضعت استفتاءً في موقعها لحصد الإجابة الراصدة للرأي الجمعي في شأن تأييد أن يكون الابتعاث بعد المرحلة الثانوية أو الوقوف عند الجامعية.., وأظن أنها ستجني موافقة عامة على الفئة الثانية، الذين هم خريجو الجامعات، فمرحلة العمر تعني نضوج الإدراك وقدرة اتخاذ القرار وهو النابع عن الضابط الذاتي، على الأقل ضمان الحصانة الذاتية، وحينها تُرمى النتائج على الفرد ذاته.. أما حين نضع المراهقات في مهب التجربة خاليات منها فلا نظن أن المجتمع الخارجي سيرحم بتياراته غضاضتهن, ولا ستتحمل الجهات المستضيفة شأن الحصانة وهي عندها مختلفة الأسباب والمعايير...

أسجل هذا تعقيباً مشاركاً برأي عما تقدمه بعض المدارس من ترشيح طالباتها لبرامج التبادل، وبعد أن أصبحت قائمة، وهي تؤهل من يندرج فيها منهن لدخول الجامعات الأجنبية بيسر..

ولعلها ستكون أجدى حين يكون من شروط الموافقة مرافقة الأمهات، ووجودهن هناك وفق ضوابط مقننة.

فعام تجربة خارج المجتمع لمراهقة لم تدعم خبراتها في مواجهة مجتمع آخر ستكون نتائجه ليست كما يُحرص عليه، وإن جاء في جوانب كما يُتطلع إليه.. ولكن بين الحرص والتطلع هناك أمور لا تخفى على الجميع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد