سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

قرأت في يوم السبت 28- 10-1430 في عدد الجزيرة 13529 مقالاً لموسى عيسى العويس بعنوان إلى سمو وزير التربية، حيث قال: سمو الوزير إن إيفاد المعلمين للتدريس خارج هذه البلاد جزء يسير من مهام هذه الوزارة العملاقة لكنه يشكل هاجساً كبيراً وهماً عظيماً وبعداً في إستراتيجية التفكير... وأضيف إن الإيفاد الداخلي والخارجي يعكس تطور العملية التربوية إلى الأفضل، فالإيفاد له منافع كثيرة منها إفادة الطالب بالطرق التربوية حتى ينمو الطالب ويحب العلم ووطنه ويكون عضواً نافعاً في المجتمع ويشارك في التنمية الشاملة ويشارك في تلاقي الحضارات التي تستفيد بعضها من بعض. ولا شك أن حضاراتنا الإسلامية سوف تثري الحضارات الأخرى في فهم الإسلام الصحيح لأن الإسلام يدعو إلى التفكر والتدبر في الكون والتأمل في آيات الله سبحانه وتعالى وأن مخزون الحضارة الإسلامية مليء بالعلم والعمل الصالح والمخترعات في القرن السادس عشر فما قبل، حيث برز المسلمون في ازدهار النهضة العلمية، وأما الآن فقد تراجعت الحضارة الإسلامية بسبب الإغفال عن تلك المكتشفات وانزواء العلماء في أبحاث لا تخدم الحضارة، بل تخدم مصلحة الترقية فقط ولا شك أن الإيفاد الخارجي مطلب ضروري لاستعادة حضارتنا الإسلامية التي سُلبت منا وخير دليل سلبت منا اكتشاف دورة الدم الصغرى نسبها إليه الإنجليزي وليام هرني بينما كان صاحبها الطبيب المسلم ابن نفيس، حيث عاش قبله بأربعة قرون. ولذا نرجو من وزارة التربية والتعليم النظر في إعادة الإيفاد للمعلمين في جميع التخصصات لأن كل تخصص له أهميته العلمية في كل المجالات لكن وزارة التربية والتعليم حرمت متخصصي علم الاجتماع من الإيفاد الداخلي، فالمؤمل من وزارتنا تشجيع المعلمين على الإيفاد الداخلي، حيث يستطيع المعلم أن يوفّق بين تدريسه في الصباح ويطلب ويدرس العلم في الفترة المسائية، ولأن أغلب جامعات السعودية تطرح برامج ماجستير ودكتوراه في الفترة المسائية، فكلنا أمل في سمو وزير التربية والتعليم بفتح المجال أمامنا لدراسة الماجستير والدكتوراه، وكذلك أملي من مسئولي وزارة التربية والتعليم استبعاد كلمة أن شهادة البكالوريوس تكفي وتؤهل للتدريس، فهناك معلمون لهم طموح التزوّد من العلم من المهد إلى اللحد وتوسيع دائرة المعرفة