Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/10/2009 G Issue 13545
الخميس 10 ذو القعدة 1430   العدد  13545
بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء..
إزالة الماء الأبيض.. لا تخدير.. لا خياطة.. لا ألم

 

بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء والذي احتفل به في هذا الشهر سنتحدث بإذن الله تعالى عن علاج الماء الأبيض بالجراحة وهي العتامة التي تصيب عدسة العين مما يستدعي ذلك إزالتها..

متى يجب إجراء عملية إزالة الماء الأبيض (الكتاراكت)؟

يتم ذلك في الحالات التالية:

1- تدهور النظر، أو زيادة الأعراض لدرجة أنها تؤثر على النشاط اليومي للمريض، وعندما تكون كثافة العتامة تعوق نشاط المريض، ويجب على المريض أن يقرر إذا ما كان يستطيع الرؤية من أجل أداء عمله أو القيادة بسهولة أو القراءة أو مشاهدة التلفزيون أو الطبخ أو التسوق أو المشي في الشارع أو تناول الأدوية بدون صعوبة. وبناء على الأعراض التي يشعر بها المريض يستطيع مع طبيب العيون أن يقرر موعد إجراء الجراحة.

2- في حالة حدوث مضاعفات في العين مثل الماء الأزرق (ارتفاع ضغط العين).

3- في حالة وجود أمراض في الشبكية أو عصب العين يتطلب فحصها أو علاجها إلى إزالة الماء الأبيض (حيث إن الماء الأبيض يحجب رؤية الشبكية بوضوح).

هل يجب ترك الماء الأبيض (الكتاركت) حتى تنضج ؟

التعتيم الكامل لعدسة العين هو ما يعرف باسم (الكتاركت الناضجة) وانتظار هذه المرحلة كان يلائم الجراحات القديمة جداً منذ قرابة الربع قرن، أما الآن ومع الجراحات الحديثة، فنحن لا ننتظر على الإطلاق هذه المرحلة ولا ينصح بذلك أبداً، بل على العكس كلما أجريت الجراحة مبكراً كلما كان ذلك أفضل.

ما وسائل العلاج؟

لا يمكن استخدام الأدوية أو قطرات العين أو تمارين العين أو النظارات الطبية في علاج الكتاركت بعد تكونها حيث أن الجراحة هي الوسيلة الوحيدة لإزالتها وزرع عدسة داخل العين. وقد شهدت جراحات المياه البيضاء تطوراً مذهلاً خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، استهدفت جميعاً تصغير حجم الجرح الذي يتم من خلاله استخراج العدسة المعتمة وزراعة العدسة الصناعية، ففي بادئ الأمر، كان الماء الأبيض يعالج بجراحة عادية باستخدام المشرط الجراحي بإزالة العدسة البلورية بأكملها بما فيها من عتامة مع التعويض البصري بالنظارة الطبية السميكة مع ضرورة إغلاق جرح العملية باستعمال الغرز. بعد ذلك تطورت الجراحة لتتم الاستعاضة عن العدسة الأصلية بعدسة صناعية تزرع داخل العين من خلال جرح كبير يصل إلى 8- 9 مم يتم إغلاقه أيضا باستعمال الغرز وكانت تستعمل أيضا نظارات طبية بسيطة بعد الجراحة. أما الأسلوب الأحدث في جراحات الماء الأبيض فهو استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت وشفط الماء الأبيض من خلال جرح صغير باستخدام ما يسمى بجهاز (الفيكو) مع زرع العدسات القابلة للطي التي تتيح للطبيب الجراح إجراء الجراحة من خلال جرح قد لا يتعدى 1.2 ملليمتر لا يحتاج إلى أي غرز جراحية.

ما طرق التخدير المستخدمة في جراحات الماء الأبيض؟

تختلف طرق التخدير تبعاً لتعاون المريض فعادة ما يستخدم الطبيب المخدر الموضعي باستخدام حقنة تعطى حول العين، ولكنه قد يضطر لاستخدام المخدر الكلي في بعض المرضى غير المتعاونين، وقد أصبح بالإمكان الآن إجراء العملية باستخدام قطرات التخدير فقط (التخدير السطحي).

ما التوقيت المناسب لإجراء جراحة الماء الأبيض؟

إن هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي ترد في تفكير كثير من المرضى وللإجابة عن هذا السؤال نقول.. يجب أن يكون هناك شكوى من المريض من عدم وضوح الرؤية بحيث تعوقه على أداء وظيفته بكفاءة عالية. مع عدم الانتظار كثيراً أو إهمال المياه البيضاء لأنه لكي يحصل المريض على جميع مميزات تقنية الموجات فوق الصوتية يجب أن يكون التدخل الجراحي مبكراً قبل أن تزداد صلابة المياه البيضاء ويتعذر عندها استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، وبالتالي حرمان المريض من كل هذه المميزات السابق ذكرها. وغالباً ما يترك الطبيب للمريض حرية تحديد وقت إجراء جراحة المياه البيضاء طالما كانت لا تسبب مشاكل في العين مثل ارتفاع ضغط العين أو بعض المشاكل الأخرى، وذلك لأن تطور الماء الأبيض يختلف من شخص إلى أخر وكذلك مقدار الحاجة لإجراء الجراحة؛ حيث قد يسارع بعض المرضى الذين يحتاجون لنظر حاد لطلب الجراحة بمجرد حدوث الماء الأبيض في حين يؤجلها البعض الآخر لأوقات متأخرة، وننصح جميع المرضى بالمتابعة المنتظمة لضمان عدم حدوث مضاعفات من المياه البيضاء وكذلك للاستشارة في اتخاذ التوقيت المناسب لإجراء الجراحة ليتجنب بمشيئة الله العواقب غير المحمودة.

ما خطوات العملية تفصيلياً؟

نقوم بشفط الكتاركت بالموجات فوق الصوتية (الفيكو) لتفتيت العدسة من خلال فتحة جراحية دقيقة تتراوح من 1.2 ملليمتر ثم شفطها للخارج، وذلك باستعمال قطرات التخدير السطحي بحيث لا يشعر المريض بأي ألم أثناء الجراحة، ثم تزرع عدسة مطوية يتم إدخالها من خلال الجرح الصغير إلى محفظة العدسة البلورية؛ حيث تأخذ شكل وحجم العدسة الطبيعية وتقوم بوظيفتها، وعند هذا الحد تكون العملية قد انتهت دون الحاجة لعمل غرز لإغلاق الجرح. مما يقلل من حدوث استيجماتيزم (انحراف بصري) بعد العملية، وبعد قضاء فترة قصيرة في غرفة الإفاقة، يستطيع المريض أن يذهب لمنزله بمصاحبة أحد أقاربه أو أصدقائه. وتكون الرؤية في اليوم التالي للجراحة عادة ممتازة - جيدة بما فيه الكفاية لقيادة السيارات - أما التحسّن البصري الكامل، يأخذ أسبوع أو أقل. وهناك تقدّمان رئيسيان مسئولان عن التعافي السريع من الجراحة أولها العدسات التي تزرع داخل العين عقب الجراحة تصْنع الآن من مادة السيليكون أو الأكريليك اللتين تسْمحان للعدسة لأن تطوى، وثانيها استعمال التخدير السطحي في صورة قطرات العين السطحية الذي قصّر أوقات تعافي المرضى، حيث يكون المريض مستيقظ بالكامل أثناء الجراحة، ولا يحتاج إلى رقعة لتغطية العين، وبالإضافة إلى الراحة، كما أن استعمال التخدير الموضوعي له فائدة أخرى لمرضى ضغط الدم العالي، ومرضى الرئة أو القلب وجلطة المخ، الذين لا يقدرون على اجتياز العمليات بالتخدير العام.

ما مميزات الفيكو (تفتيت العدسة بالموجات فوق الصوتية) لإزالة الماء الأبيض؟

إن مميزات استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة كثيرة ومتعددة ولكننا سنعرض أهم المميزات فقط:

1- تصغير الجرح من 10 أو 12ملليمتر في الجراحة العادية إلى 3 مليمتر، وهناك أجهزة حديثة يصل فيها طول الجرح إلى 1.2 ملليمتر.

2- عدم وجود غرز جراحية.

3- إمكانية استخدام أنواع العدسات الحديثة التي شهدت تطوراً مذهلاً في إمكانياتها مثل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية والعدسات متعددة البؤر التي تغني عن استخدام نظارة للقراءة بعد العملية وهذه العدسات لا يمكن استخدامها مع الجراحة العادية.

4- تقليل وقت العملية بحيث تصل إلى10 دقائق فقط أو أقل في بعض الحالات.

5- إجراء العملية تحت المخدر السطحي باستخدام قطرة مخدرة فقط دون الحاجة إلى حقن إبر حول العين للتخدير الموضعي.

6- قصر فترة النقاهة والعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية بأسرع وقت؛ حيث يتمكن المريض من مزاولة حياته الطبيعية في نفس اليوم والركوع والسجود.

د. نواف القحطاني
استشاري طب وجراحة العيون



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد