Al Jazirah NewsPaper Friday  30/10/2009 G Issue 13546
الجمعة 11 ذو القعدة 1430   العدد  13546
رياض الفكر
السحر والغواية عبر الاتصالات
سلمان بن محمد العُمري

 

كنت قد أشرت في مقال سابق ما عادت به التقنيات الحديثة علينا من فوائد عدة، سهلت أمور الحياة، وقربت البعيد، ويسرت الشاق، وتوفيرها الوقت والجهد والمال، ولكن ومع فوائد هذه التقنيات لا تخلو من مساوئ حينما يساء استغلال الحسن إلى أمور سيئة.

وجهاز الجوال أو الهاتف المحمول أصبح حاسوباً كفياً يحمله صاحبه، ويحمل معه مكتبة مقروءة أو سمعية، ويتواصل به مع الآخرين في المشرق والمغرب، إلى جانب احتوائه على معلومات متعددة، ووسيلة للبيع والشراء، وقضاء الحوائج.. ولكن هذا الجهاز الصغير دمّر بيوتاً وجسوراً من العلاقات العائلية والمجتمعية برسائل موبوءة أو عبر البلوتوث، وهناك ما هو أخطر من ذلك الآن ألا وهو الرسائل والاتصالات التي تصل من الخارج، استغلت خدماتها للغواية عبر الهاتف، والتواصل مع (المومسات) صوتاً وصورة، حينما يفاجأ المستقبل برسالة نصية (sms)، أو عبر وسائط الجوال، وتكون رسالة مرئية ومسموعة، وتحمل مضامين هابطة، ولطلب المزيد الاتصال على الرقم (......)!!

كذلك الحال بالنسبة للاتصالات الهاتفية التي يتلقاها الكثيرون من بعض الدول، ويعرض فيها المتصل خدماته لفك السحر، بعد أن يوهم المتلقي أنه اكتشف في خلوته أنه مصاب بالسحر، وقد عمل له عمل، وأنه يرغب في إبداء الخدمة والمساعدة لفك السحر.

لقد ابتلينا بالقنوات الفضائية الهابطة التي تعرض السحر والشعوذة, والقنوات الإباحية، وهذا الأمر مغلوب عليه - بإذن الله - لمن يملك الإرادة الحقيقية، ثم ما يمكن أن يقوم به ولي الأمر بحجب القنوات المشبوهة أو غير الصالحة آدمياً، ولكن البلاء والفاجعة حينما تصل الرسائل بلا حسيب ولا رقيب عبر الرسائل العادية، أو رسائل الوسائط، وبمضامين هابطة لشباب مراهقين أو مراهقات، أو حتى لكبار في السن صغار في الإدراك.

هذه البليات التي قل أن يسلم منها جميع مستخدمي شبكات الاتصال لدينا بحاجة إلى وقفة من هيئة الاتصالات، فقد تم حجب بعض المواقع عبر الإنترنت، والعقلاء في منازلهم حجبوا ظهور القنوات الهابطة.. وبقي السؤال المحيّر: متى تقوم هيئة الاتصالات بحماية الجميع من الاتصالات والرسائل الهابطة؟.

وقانا الله وإياكم من الشرور.



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد