Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/10/2009 G Issue 13547
السبت 12 ذو القعدة 1430   العدد  13547
برنامج الإبداع والتميز أسهم في الارتقاء بالعملية الأكاديمية والإدارية
د. الخريف: البرامج جاءت بدعم مشترك من الوزارة والجامعة

 

(الجزيرة) - الرياض

استأنفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية وبتنظيم معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية وبإشراف وزارة التعليم العالي. ويأتي هذا البرنامج وفقاً لتوجيهات الوزارة؛ ليناسب الاحتياجات التدريبية لعضو هيئة التدريس في الجامعات السعودية، كما يسهم في رفع الكفاءة لدى المتدربين، والارتقاء بأدائهم العلمي والمهني من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لتحقيق معايير الجودة في العملية التعليمية.

ويرى عميد المعهد د. عبدالعزيز الخريف أن برامج الإبداع والتميز تعد من المشروعات الضخمة لذلك فهي تتطلب تنظيماً دقيقاً وتخطيطاً عالياً، لما تحويه البرامج من القدر الكبير من الدورات المبنية على دراسات علمية وعملية دقيقة؛ لمعرفة احتياجات عضو هيئة التدريس في الجامعات السعودية الذي يتمتع برؤية ومكانة علمية كبيرة، لابد أن يواكبها تدريب عالي المستوى، وقد جاءت وفق متطلبات منظومة التطوير في المجال العلمي والأكاديمي.

وفي هذا الصدد يؤكد د. عبدالرحمن العجلان أن تنظيم هذه البرامج يأتي بعد دراسة حقيقة ومعرفة بالاحتياجات التدريبية للمتدربين في الجامعات، كما أنها تتبع أحدث الأساليب والمواصفات العالمية، واضعة في حسبانها توجيهات وزارة التعليم العالي، وآراء الخبراء المعنيين بالعملية التعليمية.

وبالنسبة لآلية اختيار المدربين، يقول د. خالد الخرعان أن المدربين يتم اختيارهم من خلال متابعة مسيرهم العلمي وسيرتهم الذاتية، والذين عملوا في هذا البرنامج وأثبتوا كفاءة مميزة، علاوة على أصحاب التخصصات النادرة والتي يحتاجها عضو هيئة التدريس، كما أن المعهد يستقطب تلك الكفاءات من كافة دول العالم.

ويؤكد عضو اللجنة المنظمة د. فكري إبراهيم أن ترشيح عضو هيئة التدريس للالتحاق يتم من خلال إرسال استمارات الترشيح إلى كليات الجامعات ومعاهدها بالإضافة إلى توفيرها على موقع الجامعة وموقع معهد الأمير نايف وتسلمها عبر الفاكس أو بالبريد أو تسليمها شخصياً، مضيفاً أنه بعد الاستقرار على العدد المطلوب لكل دورة يتم إبلاغ المتدربين بقبول ترشحهم..

وعن أداء المعهد في تنظيم هذا البرنامج، يقول عميد شؤون الطلاب بجامعة الإمام د. مقرن المقرن (أحد المتدربين): إن معهد الأمير نايف نظم هذه البرامج بدقة عالية وكفاءة نادرة، وأن إجراءات التسجيل في البرنامج تمت بشكل ميسر من خلال الوسائل التي أعلن عنها المعهد سواء كانت رسائل أو بريد إلكتروني، مما مكن المتدربين من التواصل مع المعهد وسهولة التسجيل في البرنامج وأعتقد أن هذه الإعداد الكبيرة من المتدربين والمتقدمين للبرنامج نتاج لهذه التسهيلات، والعمل الدقيق، وهي سمة اتسم بها المعهد.

ويضيف المحاضر في كلية العلوم الاجتماعية - قسم التربية - علي القحطاني (أحد المشاركين): بأن الإعداد للبرنامج مميز من خلال تهيئة المكان المناسب واستخدام الوسائل التطبيقية خلال التعليم واختيار المدرب بعناية فائقة، ولمسنا أن هناك متابعة دقيقة من قيادة ومسؤولي المعهد.

المستهدفون من البرنامج

وفي هذا الإطار يقول عميد المعهد. د. عبدالعزيز الخريف أن المستهدف من هذه البرامج هو عضو هيئة التدريس بالجامعات السعودية ويهدف إلى تنمية كفاءته ودعم مهاراته الذاتية بما يتواكب مع النهضة التنموية التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات، بغرض دفع عجلة التنمية ومواكبة التطور العالمي المتسارع..

وعن الأهداف الأخرى لبرامج الإبداع والتميز، يقول وكيل المعهد د. خالد الخرعان: تأهيل عضو التدريس واحد من أهم المعايير لتحقيق الاعتماد الأكاديمي في الجانبين المؤسسي والبرامجي، والبرامج التدريبية التي تم تقديمها لهذا الغرض لاشك أنها تدعم الجامعات في التقدم في المجال الاعتماد الأكاديمي.

وفي الإطار نفسه يؤكد د. عبدالرحمن العجلان: أن هناك اهتماما من قبل أعضاء هيئة التدريس بالدورات، ويعد هذا المشروع خطوة جادة على درب طويل وشاق وهذه الخطوة المضيئة حققت الكثير على مستوى التطوير الأكاديمي والتطوير البحثي لأعضاء هيئة التدريس.

وفي هذا الصدد تحدث المدرب القطري المعروف د. عبدالعزيز الحر وقال: إن المتدربين هؤلاء ليسوا متدربين بل هم قياديون حقيقيون موجودون في الميدان ولديهم تجارب وخبرات كبيرة، فالبرنامج بشكل أساسي استفاد ووظف هذه الخبرات المتنوعة التي يمتلكونها أعضاء هيئة التدريس من عمداء ووكلاء ومحاضرين ومن جميع تخصصاتهم في خلق أرضية مشتركة لمفاهيم القيادة ومفاهيم التغير، وآليات ومنهجيات التغير، فكان أداؤه أكثر من رائع وعلى المستوى الشخصي انحنى التدريب إلى مسار آخر من خلال استفادتي من خبرات المتدربين بشكل كبير.

وفي السياق ذاته يؤكد د.المقرن أن البرامج تسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الجودة في التعليم، معللا ذلك بأنها تركز على إفادة عضو هيئة التدريس من خلال مده بالمهارات اللازمة للارتقاء بمستواه العلمي والمهني، موضحا أن الجودة في بعض معانيها تعني إرضاء المستفيد.

تفاعل وحضور وإقبال كثيف

ونظرا للنجاحات الكبيرة التي حققها المعهد في هذا البرنامج مما ترتب عليه الإقبال المطرد من أعضاء هيئة التدريس على الدورات، ويؤكد د. الخرعان أن هناك إقبالا كبيراً من قبل أعضاء هيئة التدريس على برامج الإبداع لدرجة أن اللجنة المنظمة تفكر حاليا في تكرار بعض الدورات مثل دورة هندسة التفكير ودمجه في المناهج والمقررات الدراسية وغيرها من الدورات.

ويرى المدرب د. الحر أن على المتدربين أن يستغلوا المهارات والمعارف التي تم اكتسابها من خلال التدريب، مشيراً إلى أن تلك المهارات إذا لم تطبق على أرض الواقع فهي خسارة حقيقة للعملية التعليمية برمتها، وتؤثر على المستوى الفردي للمتدربين والمشاركين وعلى المستوى المؤسسي التي استثمرت هؤلاء الحضور للاستفادة منهم في مجال التطوير في المستقبل، مضيفاً أن مجال التدريب والاستثمار في الإنسان لا يتوقف عند حدود معينة.

وفي هذا الصدد أكد د. فكري: أن عدد المتقدمين للبرامج في زيادة مستمرة. ويضيف: أكدت على منظمي البرنامج من الزملاء في المعهد على إتاحة الفرصة للإخوة أعضاء هيئة التدريس الذين تقدموا ولكن لم تسعهم القاعات التدريبية والمعهد يخطط لذلك من خلال تكرار بعض الدورات.

وفي السياق ذاته يؤكد د. خالد الوهيبي أن المعهد قد وصل إلى قمة النضوج في إقامة مثل هذه البرامج، كما أن عمادة المعهد أجادت التنظيم وعرفت أهم الجوانب التطويرية مما جعل البرنامج يصل إلى القمة، وهذا التميز يحسب للجامعة ممثلا في المعهد الذي أتقن وأجاد العمل مما انعكس على إقبال أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وخارجها.

وحول هذا المضمار يشير د. المقرن إلى أن الإقبال الكبير الذي تشهده قاعات التدريب، إشارة قوية إلى أنهم بحاجة لتطوير قدراتهم ومدخلاتهم العلمية، وقد يكون هذا أحد الأسباب الرئيسة لإقامة مثل هذه البرامج.. مضيفاً أن قناعة عضو هيئة التدريس بما يقدمه معهد الأمير نايف من مشاريع ذات قيمة فنية رائعة.

ويضيف القحطاني أن أعضاء هيئة التدريس مهما بلغوا درجات علمية عالية إلا أنهم بحاجة إلى تطوير مستوياتهم من خلال هذه الدورات، وأن التحصيل العلمي هو مطلب أساسي لعضو هيئة التدريس مهما بلغ شأنه.

تدريب احترافي

وفيما يتعلق بأداء المدربين وتفاعلهم مع الدورات التدريبية يقول د. المقرن مشيدا بالمدربين والمعهد أن المعهد وفق في اختياره للمدربين الذين يملكون تجربة طويلة وخبرة واسعة ويحملون اسما في سوق التدريب، مشيراً أن هذا ما لمسوه خلال الدورات التدريبية.

وفي موضوع ذي صلة يؤكد د. الوهيبي أن اختيار المدربين تم بعناية فائقة مما انعكس ايجاباً على تطور برامج هذه السنة التي تعتبر من أفضل السنوات التي نظمها المعهد نتيجة النجاح الكبير الذي حققه البرنامج من خلال استضافته لأهم المدربين العالمين.

من جانبه يشير أ. القحطاني أن المدربين لهم قدرة عالية على توصيل المعلومة من خلال دعم المحاضرة بالدروس التطبيقية وعرضها بأسلوب شيق، مشيراً إلى أن المعهد وفق في اختيار نخبة متميزة من الخبراء لتقديم هذه الدورات.

تلك قبسات من إنجازات كبرى تشهدها الجامعة بقيادة مديرها الطموح أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل، الذي عني بالتطوير الأكاديمي في جميع مجالاته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد