Al Jazirah NewsPaper Friday  06/11/2009 G Issue 13553
الجمعة 18 ذو القعدة 1430   العدد  13553
الاتحاد.. عزف من أجل الوطن

 

أحياناً تستعصي الكلمات على صاحبها خاصة في لحظات الانبهار.. وحينما أقول الانبهار فهو بلا شك في حضرة الجمال الطاغي الذي تجاوز المعقول.. إلى اللا معقول كما أن الجمال دائماً لا يقترن إلا بأهله.

فحينما تكون في مسرح وأمامك عازف أجاد في عزفه حتى أصغيت قصراً لأنامله وآلته فلا تملك سوى الانتشاء والتصفيق.

أما المسرح فهو ضفاف جدة، وأما العازف فهو اتحاد جدة. والوقت (تسعون دقيقة) من أجل الوطن. والجمهور.. من شتى بقاع وطني شمالاً وجنوباً وشرقا وغرباً.. بنبض واحد.. ليلة أبت أمواج بحرها أن تهدأ كلما عادت لمخيلتها (رياح البحرين التي لم نستسيغها حتى أذاب جليدها أتي جدة في تشريفه للوطن.

تنفسنا الصعداء وقلنا لكل جواد كبوة.. ورددنا رياضتنا بألف خير طالما أن هناك رجلاً يُدعى سلطان..

نعم حضر وشرف وذهب رافعاً رأسه شامخاً يتباهى برجال شرَّفوا وطنهم وأعادوا له هيبته في مسرح آسيا..

المباراة لم تكن مجرد ركل كرة فحسب، بل كانت حاوية شاملة لفنون نعرفها وأخرى أتت من بلاد الضباب).

1.. 2.. 3.. إلى 6 وكان العدد قابلاً للزيادة لكن الرأفة أتت من (ابن مكة) لأنه قدَّر الضيف وأعطاه قدره.. نور أخذنا من الخيال إلى الحقيقة فنظرنا كرة وأخرى.. حتى صارت الحقيقة من ضرب الخيال..

لم يكن عادياً أبداً.. فقد حمَّل كاهله وكواهل أخرى حملتها عزيمته.. فحقق المراد ليس له وحده، بل لشعب (النخلة وسيفيها) لأنه كان يوماً من أيام الوطن..

يا الله.. يا الله.. ليلة امتلأت فيها جفون الحزن بأنهار من الفرح.. فرددنا دمت ودامت أفراحك يا وطن..

الجميل في هذا أننا اتحدنا مع اتحادنا جميعاً هلال.. نصر.. أهلي.. شباب.. إلخ)، فالأصل دائماً هو الوطن وما سواه هو فرع.. فأصبحنا شركاء في الفرح ولعل هذا يكون دائماً هو ديدننا لتكون هناك دروس في الوطنية لمن جعلها هامشاً لناديه.

استغرقت في الخيال طويلاً حتى أبحرت في عالم مليء بالأسئلة.. ماذا لو لعب الجميع كمحمد نور في تلكم المباراة؟ ماذا لو بحث الجميع عن هدف على طريقة هدفه الثالث..؟ ماذا.. وماذا؟ حتى وضعت إجابة.. وإجابات تركتها لجدة وصخبها..

الأكيد أننا سننافس على أفضل دوري بالعالم.. في حين سيتسابق (انشلوتي.. ومورينهو.. وجوارديولا) على الظفر بلاعبينا.. هذا ما سيكون واقعاً لو كان هناك أكثر من نور.. لا انتقص من لاعبينا ولكن ثمة لاعباً بفريق بأكمله..

ما زلت مستغرباً في خيالي أبحث عن نثر، لأنثر على أطلال جدة أطلالاً عليها ريح المطر والمطر بإذن ربي سيأتي.. فترقبوا سحب غرب آسيا..

ومضة:

ظلال الوطن فوق رؤوسنا وتحت أقدامنا إذ الجميع واحد وكلنا أمل أن يوفّق العميد في مشواره الأخير وأن يتوّج بطلاً للقارة للمرة الثالثة في تاريخه.

أيمن عبد الله الغبيوي - البدع


ayman9-2008@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد